كمال عوض : النازحون .. الخطر القادم من جنوب السودان
> نشرت صحيفة «القدس العربي» تقريراً خطيراً عن أوضاع اللاجئين الذين فروا من دولة جنوب السودان جراء الحرب الدائرة منذ العام 2013م وحتى الآن. وقال التقرير أن معظم الذين فروا من ويلات الحرب استقبلتهم مدن وولايات السودان. > ووﻓﻘﺎ لمفوضية اﻷﻣﻢ اﻟﻤﺘﺤﺪة ﻟﺸؤﻮن اللاجئين «بحسب تقرير القدس العربي» وﺻﻞ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ «221.322» ﻣﻦ ﻣﻮاطﻨﻲ دوﻟﺔ الجنوب إﻟﻰ اﻟﺴﻮدان ﻓﻲ اﻟفترة بين ديسمبر 2013 و15 أبريل 2016م. > وتسبب انعدام الأمن بولايات الجنوب المختلفة في موجات نزوح واسعة، خاصة إلى ولايات ﺷﺮق، وﺟﻨﻮب دارﻓﻮر، واﺳﺘﻘﺮ أغلبية النازحين ﻣﻦ دوﻟﺔ ﺟﻨﻮب اﻟﺴﻮدان (بنسبة 78 ٪) ﻓﻲ ولاية ﺷﺮق دارﻓﻮر، وﺑﺼﻔﺔ رئيسية ﻓﻲ ﻣﻌﺴﻜﺮ ﺧﻮر ﻋﻤﺮ. > هذا التقرير يوضح بجلاء عمق الأزمة والخطر الداهم الذي يهددنا شبحه صباح مساء بعد أن تفجرت الأحداث في الدولة الوليدة ووصل القتال حتى القصر الرئاسي ومطار جوبا الدولي. > يجب التحسب منذ الآن لمرحلة ما بعد نزوح الجنوبيين نحو ولايات السودان المختلفة لأن هذه الهجرات الجماعية يمكن أن تدخل معها عناصر خطيرة وأسلحة فتاكة ستثير الذعر وسط المواطنين وتتسبب في انفلاتات أمنية تصعب السيطرة عليها. > الفوضى التي تحدثها الحروب في المجتمعات تنهك الأجساد وتجعلها عرضة للأمراض الفتاكة وتنتقل العدوى إلى الانسان والحيوان معاً وتهلك الخزانة العامة في معالجة المجتمع من الوبائيات. > التوترات الأمنية والحروب تنشئ عادة أجيالاً تميل إلى العنف وعدم احترام الرأي الآخر ومع كثرة الاختلاط بين المجتمعات والشعوب تتغير التركيبة السكانية وتتغير معها أمزجة وثقافات الشعوب. وما نخشاه هو أن يكون التأثير سالباً لأن الوافدين الجدد سيأتون بثقافاتهم التي تبيح الخمور والمخدرات واختلافاتهم التي تحسمها أصوات المدافع ورائحة الدماء والبارود. > وغير بعيد عن أذهاننا ما حدث في «يوم الاثنين الأسود» والخراب والدمار الذي أحدثه الجنوبيون في الأنفس والممتلكات بعد اعلان مصرع قرنق. وامتدت الغضبة حتى طالت التجار الشماليين في مدن الجنوب الذين تعرضوا للضرب والاستفزاز ونهبت أموالهم وممتلكاتهم. > ستشكل معسكرات النازحين في ولايات دارفور وكردفان والنيل الازرق والنيل الأبيض عبئاً كبيراً على ميزانية هذه الولايات ولن تصمد كثيراً وستزيد الهجرات وتتكاثف في مقبل الأيام لأن الوضع في الجنوب لا يبشر باقتراب سلام يهيئ أوضاعاً جيدة تحفز الفارين على العودة لمدنهم وقراهم. > تبقت في خاتمة هذا المقال بعض الأسئلة التي تحتاج اجاباتها إلى خبراء ومختصون يضعون خارطة المرحلة المقبلة برؤى ثاقبة تجنبنا الدخول في متاهات جديدة. > هل نحن مهيأون اقتصادياً لاستقبال موجات النزوح هذه؟ هل تتحمل مواردنا كل هذا الضغط؟. وهل نستطيع معالجة الآثار الاجتماعية والأمنية لهذه الهجرات؟. متى تتوقف الحرب في الجنوب؟ وهل يستجيب سلفا كير ومشار للنداءات المتكررة بوقف القتال والابحار بالسفينة إلى بر الأمان؟