الفضيحة !
الخبر المدوي الذي يتدحرج الآن ككرة الثلج والذي نشرته صحيفة : London Evening Post البريطانية وقناة الجزيرة الفضائية حول الفضيحة التي كشفت عن انحطاط مريع ولغ فيه حماة ما يسمى بالعدالة الدولية وفضح جانباً من الانهيار الأخلاقي الذي يعيشه من يتحكمون في مصائر الدنيا بعد أن تردوا في عالم القيم وباتوا مهيئين لعقاب رباني يطولهم ويؤزهم أزاً كما طال عاداً وثمود والأمم الغابرة التي كفرت بأنعم الله فأذلها وأنزل عليها بأسه الشديد وعقابه الأليم.
فقد كشفت الصحيفة أن رئيسة محكمة الجنايات الدولية سيلفيا اليخاندرا فيرنانديز وشبكة كبرى من المتورطين في تلك الفضيحة بمن فيهم المدعي السابق أوكامبو تلقوا رشى أو قل رشاوٍ بلغت 17 مليون دولار لتوجيه اتهامات للرئيس عمر البشير بارتكاب جرائم في إقليم دارفور واستخدم المال لإغراء شهود زور لحبك الإدعاءآت وفبركة الأدلة والبينات وإنضاج اللعبة القذرة بالتعاون مع بعض لوردات الحرب مثل عبدالواحد محمد نور وقوى دولية معادية لمصلحة أجندة سياسية ضد السودان ورئيسه وشعبه.
إننا إذ نتخذ هذا الموقف الوطني نصدر عن مبادئ أخلاقية ثابتة لا نحيد عنها مفرقين في ذلك بين معارضتنا للحكومة وبين استهدافها من قبل الأعداء باعتبار أن ذلك يمثل استهدافاً لوطننا المثخن بجراح التضييق والحصار والعقوبات الظالمة التي تأذى منها شعبه كثيراً.
إننا إذ نفعل ذلك إنما نفرق بين الحلال الوطني والحرام الوطني ولا نرضى بأن نقوم بدور (الجلبي) الذي دخل العراق على ظهر الدبابات الأمريكية كما نرفض أن ندخل الخرطوم على صهوة الحصان الأمريكي الذي أقل (كرزاي) لحكم افغانستان وبالتالي فإننا نرفض ان يستهدف السودان أو رئيسه أو مسؤوليه سيما وأن ذلك ما جعلنا على الدوام رافضين ومستنكرين تلك العقوبات الظالمة التي ظلت أمريكا والدول الأوربية التابعة لها تفرضها على السودان الذي عانى شعبه من ذلك الحصار الظالم.
محكمة الجنايات الدولية قرائي الكرام تلقت في أوقات سابقة ضربات موجعة من قبل الاتحاد الأفريقي الذي ثأر لكرامة دوله وحكوماته حين ثار في وجه تلك المحكمة الظالمة متهما إياها بالانهزام أمام الكبار من الأمريكان والأوربيين واحتقارها للأفارقة وها هي تنحر بدم بارد بعد الفضيحة المدوية والطعنة النجلاء التي تلقتها وقياداتها الحالية والسابقة ممن خاضوا حرباً شرسة بالوكالة عن أصحاب الأجندة الاستعمارية الدولية الذين ظلوا يناصبون السودان العداء فقد أخزاها الله وفضحها على رؤوس الأشهاد حين انكشف سلوكها القذر وهي تمرغ أنفها في التراب وتنحط إلى درك سحيق من الضعة والخسة وانعدام الأخلاق بالرغم من أنها ظلت تتسربل أمام ناظري العالم بثوب إفك كاذب أسبغت عليه زوراً وبهتاناً كل صفات العدالة وشعارات حقوق الإنسان وهي أبعد ما تكون عن تلك الفضائل التي باتت غريبة في عالم الظلم الأمريكي المجرد من كل فضيلة.
كنا نعلم أن محكمة النظام الدولي الطاغوتي الإستعماري القابض على خناق العالم عارية تماما ومجردة من ثياب الفضيلة التي تحاول أن توهم العالم المغلوب على أمره بأنها تتدثر بها كذباً على غرار ذلك الملك العريان المخدوع بارتدائه أبهى الثياب وأغلاها وهل أبشع من العدالة الانتقائية المطففة التي لا تقيم الحد إلا على الضعفاء بل لا تقيمه إلا على الأبرياء بينما (الأشراف) من القتلة والمجرمين الكبار يتمطون في أرجاء الدنيا وبحارها بسفنهم وترساناتهم الحربية ويحلقون في سماواتها بطائراتهم وصواريخهم العابرة للقارات قصفاً وترويعاً للآمنين واستعبادا للشعوب المضطهدة والصامتة انهزاماً وانكساراً بينما تلك المحكمة الهزيلة تتوعد المستضعفين المنهوبة ثرواتهم المحتلة أرضهم ومقدساتهم؟!
انه الكيل بمكيالين حين تحكم العالم شريعة الغاب ويصبح الحق باطلا والباطل حقا.
إن على الحكومة ان تبذل الجهد في سبيل فضح هؤلاء الاشرار وان تكثف من حملتها الدبلوماسية على مستوى الحكومات الافريقية ودول العضوية الدائمة في مجلس الامن خاصة روسيا والصين وكذلك الاتحاد الافريقي وتوظف الاعلام العالمي حتى تضيق الخناق على تلك المحكمة وحتى تقبرها وتهيل عليها التراب .
اربأ بالقوى السياسية ان تقف موقف المتفرج فهذه قضية وطنية لا ينبغي ان نتعامل معها باعتبارها شأنا حكوميا وانما ينبغي ان نعمل جميعا على ان نحرج القوى المستهدفة للسودان فقد عانى وطننا وشعبه كثيرا من ذلك الظلم الذي قعد بالسودان وتسبب في تخلفه وتراجعه مقارنا بدول اقل منه شأنا واضعف من حيث الموارد والقدرات.