منوعات

إنفوغرافيك.. الذكاء الصناعي نعمة أم نقمة

استند خبراء في مجالي الاقتصاد والذكاء الصناعي إلى النتائج النهائية للثورة الصناعية واختراع الآلات ودخول الكهرباء في كل المجالات تقريبا للتوصل إلى “حقيقة” مفادها بأن الذكاء الصناعي سوف يعمل على “إيجاد وظائف جديدة بشكل غير مسبوق”.
وقال الخبراء إن الآلات سمحت للعمال الأفراد بزيادة إنتاجيتهم وقللت الأسعار لكثير من البضائع، وعملت على زيادة الطلب على الوظائف وأظهرت الحاجة الملحة للأيدي العاملة.

وأوضحوا أن من بين الوظائف التي وفرها دخول الآلة في مجالات عمل وظيفية مختلفة إيجاد وظائف تتعلق بمراقبة الآلات، وأن أحجام الشركات أصبحت أكبر، الأمر الذي ترتب عليه حاجة أكثر إلى مدراء ومحاسبين وموظفي دعم.

وخلال هذه الفترة، وإن كان بوتيرة أكبر، تطورت الأجور وتحسنت ظروف العمل وتغيرت طبيعة الوظائف في بعض القطاعات.

وقال إنه مع مجيء الذكاء الصناعي، فإنه وبناء على التحليل التاريخي ستظهر صناعات جديدة وسيعاد تعريف مفهوم بعض الصناعات، مشيرين إلى أنه ينبغي تغيير طبيعة التعليم ونظام الرعاية الصحية.

ويعتقد بعض الخبراء في مجال أتمتة صناعة السيارات أن ما نسبته 25 في المئة من الوظائف ستصبح مؤتمتة عام 2019، وأن الروبوتات ستتولى العديد من الوظائف بحلول عام 2025، لكنهم منقسمون بشأن ما إذا كانت ستحل محلنا وما إذا كانت ستخلق وظائف جديدة.

غير أن دراسة بريطانية أشارت إلى الخطر على الأيدي العاملة من جراء دخول الذكاء الصناعي والروبوتات في الأعمال المختلفة.

وأوضحت الدراسة أن عدد الوظائف في العاصمة لندن انخفض بشكل كبير منذ عام 2001، فعلى سبيل المثال، تم الاستغناء عن 32900 وظيفة سكرتاريا و30100 وظيفة محاسبية و15900 وظيفة كتابية و14100 وظيفة مكتبية و9100 وظيفة ذات علاقة بالرواتب.

كذلك تم الاستغناء عن 7300 وظيفة ذات علاقة بمكاتب السفريات و4700 وظيفة تتعلق بالمكتبات و2900 وظيفة تتعلق بالتأمين و1900 وظيفة ذات علاقة بالقروض المصرفية و800 وظيفة ذات بجمع ومراجعة الحسابات.
كان علماء وخبراء تكنولوجيا حذروا من أن الذكاء الصناعي يمثل تهديدا حقيقيا للبشرية وأنه قد يجعل نصف سكان الأرض عاطلين عن العمل في غضون 3 عقود، مطالبين بعدم التقليل من أهمية تأثير التطور التكنولوجي على الاقتصاد.

ومن بين من صدر عنهم مثل هذا التحذير عالم الفيزياء البريطاني الشهير، ستيفن هوكينغ، وكذلك أثرياء التكنولوجيا مثل بيل غيتس وغلون ماسك، حيث حذر الأول من أن الذكاء الصناعي “قد يكون بداية نهاية الجنس البشري”، في حين حذر ماسك من أن هذا التطور التقني يمثل “أكبر تهديد وجودي” للبشرية.

ويتوقع أن يؤدي التطور الحالي في الذكاء الصناعي إلى ارتفاع نسبة البطالة في العالم إلى 50 في المائة، والقضاء تقريبا على الطبقة الوسطى واتساع الفجوة بين الأغنياء والفقراء بشكل هائل.

ويوضح العلماء والخبراء أن الثورة التكنولوجية الحالية تختلف عن الثورة الصناعية وغيرها، حيث كان اختراع الآلات يعني الاستغناء عن قدرات عضلية لكن تظل الحاجة للعنصر البشري للإبداع والابتكار والحلول الخلاقة.

أما مع الذكاء الصناعي، فإن الآلة تقوم بالتفكير والتقدير كذلك، ومن ثم تكاد تنعدم الحاجة للعنصر البشري في أي عمل تقريبا.

وعلى عكس بعض المتحمسين للآلات الذكية الذين يرون أن ذلك سيجعل حياة الإنسان مجرد ترفيه ومتعة فقط بلا عمل إلا ما ندر، يحذر بعض العلماء من تطورات اقتصادية واجتماعية ستكون لها نتائج سياسية كارثية.

ومع ذلك، يبقى هناك من يعارض هذه التحذيرات، ويؤكد أن البشرية قادرة على التكيف مع اي تغيير وأنه حتى رغم أن الآلات أصبحت تسمع وترى مثل البشر إلا أن الناس ستعتاد التعامل مع الروبوت المنزلي وروبوت الخدمات.

وحتى الروبوت الذي يشعر ويتفاعل مع البشر سيصبح مقبولا بعد حين على نطاق واسع.

ا

سكاي نيوز