مقالات متنوعة

احمد يوسف التاي : سيد اللبن مرة أخرى!

قبل شهر أعلن وزير الموارد المائية والكهرباء معتز موسى، استيراد طاقة من إثيوبيا تقدر بـ “142” قيقاواط/ ساعة، وقال إن التكلفة الحالية تؤدي إلى إضعاف قطاع الكهرباء ولا تفي بمتطلبات التشغيل والصيانة..

غداة تصريحات الوزير كتبت في هذه المساحة: بدا جلياً أن الوزير معتز موسى يشكو للبرلمان من ضعف تعرفة الكهرباء وارتفاع تكلفة الإنتاج والتشغيل والصيانة مما يشي بأن الوزير “راقد لو فوق رأي” وربنا يكضب الشينة ..

وأشرت يومها إلى أن الوزير يمهد لزيادة تعرفة الكهرباء وهو يسيل له لعاب الحكومة وتخشى أن تبوح به في الوقت الراهن، وقلت إن هذا الأسلوب يذكرني بأسلوب عمنا عثمان سيد اللبن الذي كان كلما أراد أن يرفع السعر يبدأ قبل أسبوع في تطفيف الميزان والمكيال، وإذا احتج الزبائن على التطفيف ونقص الوزن جاءهم الرد من شاكلة: ” والله الشغلانة دي ما مغطية معانا كلو كلو، أنا والله من محلو بطلع معاي بكدي، والله هسي أنا شغال بالخسارة” ثم يتخذ بعد تلك “الجرسة” و”النقة” والتبريرات قرار الزيادة، فكان كلما غير أسلوب التعامل مع سيدات الحي و”عمل الحركة دي” يأتيه الرد منهن فوراً “أها يا عم عثمان ناوي علي شنو؟، زيد سعرك ساي كان داير تزيد”.

في الأسبوع الماضي جاء في العنوان الرئيس بصحيفة الصيحة: (وزير الكهرباء: زيادة الكهرباء أو انهيار القطاع).. وبهذا تكون الحكاية انكشفت تماماً، وأن الحكومة لا تستطيع مقاومة شهوة زيادة تعرفة الكهرباء.

أسلوب سيد اللبن يصلح أن نطلقه على بيانات وزير الكهرباء أمام البرلمان وهي بيانات في تقديري تمهد لقرار الزيادة..

قبل أكثرمن شهر انتشر خبر في جميع الوسائط الإعلامية عن زيادة تعرفة الكهرباء واندفع كالسيل من أعلى القمم وعم القرى والحضر، وجاءت ردة الفعل غاضبة وسريعة جداً فرجحنا وقتها أن يكون الأمر “صنيعة” أو بالونة اختبار لمعرفة الصدى، وسرعان ما أصدر مجلس الوزراء بياناً عاجلاً كذب فيه الخبر.

في رأيي أن الحكومة ما عادت تحتمل الانتظار أكثر من ذلك ولم تستطع مغالبة شهوة قرار الزيادة المرتقبة في أي وقت، وقلت وقتها إن الحكومة فقط ربما “تكرمنا” بالشهر الفضيل، ثم تفعلها بعد العيد.. الحكومة لن تستطيع مقاومة رغبتها الملحة في الزيادة لأنها تمثل لها إحدى الحلول العاجلة التي أدمنتها والتي توضع على كتف المواطن “جمل الشيل”، وفيما يبدو أنها تتحين الفرصة ولم يعد أمامها إلا ذلك القرار الصاعق.. نكرر ما قلناه سابقاً: يا “عم عثمان” افعلها أرجوك لا تراعي لأي شيء، ولا ترحمنا ولا تخاف الله فينا، فقد فعلتها من قبل حينما زدت فاتورة المياه قبل بضعة أشهر لتصل 100% ولن نقول لك اتق الله يا “عم عثمان” لأن هذه العبارة فيها تشهير وانتقاص لهيبة الدولة، وفعلتها يا “عم عثمان” حين أقبلت على زيادة الغاز، زد واشقق على أمة محمد ولا تبالي … اللهم هذا قسمي فيما أملك..

نبضة أخيرة:

ضع نفسك دائماً في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله، وثق أنه يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين.