جلال الدين محمد ابراهيم : فيزياء سياسية
من أبسط المعلومات الفيزيائية والكيميائية عن خصائص المواد؛ هي معدل تأثير وتغير الحالة الفيزيائية للمادة في حال تعرضها لدرجات الحرارة المختلفة؛ ولكل مادة خصائص تختلف عن الأخرى في كل درجة حرارة تختلف عن الدرجة الأخرى؛ ولذلك تم استغلال هذه الخصائص في عمليات الصناعة بشكل احترافي.
أنواع الصخور الصلبة جداً (الجلمود) كافة، ومهما كانت قوة صلابتها ولو وصلت في تحملها الى ضغط يصل إلى (100 نيوتن) فهي قابله للتكسر والتهشيم، فقط اذا عرضتها للحرارة العالية جداً ثم فجأة أدخلتها إلى برودة تصل درجة الحرارة فيها ما دون 4.5 درجة مئوية؛ فتجدها تتكسر وتتفتت الى جزئيات.
ذلك ما تم ممارسته على المعارضة، وعلى الحكومة معاً من الآلية الأفريقية الرفيعة (ثامبو امبيكي) والموجهة من المندوب الأمريكي (بوث)، (فثامبوا امبيكي)؛ هو نفسه مجرد قطعة تحركها أمريكا كيفما تشاء، ولا يملك أن يقول لا أو نعم؛ بل يسير بالأمر فحسب، وكلهم يتحركون من خلف توجيهات المندوب الأمريكي (بوث) والبقية مجرد مطبقين للتعليمات؛ بمن فيهم المؤتمر الوطني.
وأمريكا استخدمت نفس النظرية
الفيزيائية أعلاه، سخنت المنطقة العربية من العراق إلى سوريا إلى ليبيا إلى مصر، وفصلوا جنوب السودان وصنعوا الربيع العربي بدرجة حرارة عالية جداً، وسخنت كل الشعوب وبعض الأنظمة بالجوع والحصار، ورفعت درجة حرارة الفقر والتشريد والجوع والانهيار الاقتصادي إلى أقصى درجة غليان بمساعدة بعض الأنظمة والشخصيات الفاشلة (ذات القيمة) والمعروف ثمنها في المنطقة؛ والتي تنفذ لهم أجندتهم من أجل بقاء تلك الأنظمة قاهرة للشعوب.
والآن تسعى جاهدة إلى إدخالهم إلى(قاع مياه المتجمد الشمالي بدرجة حرارة 50 تحت الصفر)، ليتفتت كل العناد والتماسك ويصبح الكل مجرد(جزيئات) ذرات(نانو) مبعثرة و مفككة لا تساوي كتلة وزنها ربع غرام، بعد إذ كانوا صخوراً من نوعية الجلمود والجرانيت والصخور البركانية.
فأمريكا تعتقد أن العالم الثالث البعض فيهم له عقل متحجر مثل الصخور؛ ولذلك تتعامل مع البعض بفكر الجلمود والتفتيت، تسخن البعض لمن يأكل(نيم) ثم ترميه في مياه باردة، (قرارات) شبه متجمدة فيتكسر بكل ما يملك من هشاشة فكر، ويتفتت فيصبح هشيماً تذره الرياح فكرياً.
والآن إذا وافقت المعارضة أو رفضت ، سوف توقع على خارطة الطريق وبدون أي تعديل وبدون أن تغير ولا حرف من بنودها التي تحفظت عليها المعارضة لمدة سنة كاملة، والآن ارتقبوا بالفعل توقيع الكل على خارطة الطريق معارضة وحركات مسلحة وحكومة وكل الأطراف.
ويبقى السؤال: اذا الكل سوف يوقع وبدون تعديل؛ ما هي الفائدة من الطلوع والنزول والتكتلات الحزبية والسفريات المكوكية بين أديس أبابا والخرطوم، وبين القاهرة وأديس أبابا، وبين أوربا والدوحة وأديس أبابا؟، أم هي لزوم العرض والتصوير لا أكثر.
أحد أهم الأسباب يكمن في أن كلما طال أمد الأزمة في أي قضية؛ هنالك جهة تستفيد(ماديا) من استمرار الأزمات والتحركات، فتخيل معي كمثال(زي مجموعة ثامبو امبيكي) هؤلاء اذا سار كل شيء بسرعة وتم حل كل القضايا، يعني يجلسوا ليكم عطالة مثلاً؟. فاذا كان هو في الأصل أثناء فترة حكمه كرئيس لدولة جنوب أفريقيا تم إقالته بسبب الاتهام بفساد، فهل نتوقع ممن فسد في حكم أهله وقيادة بلاده، أن لا يفسد في قضيتنا!!؟.