ببغاء قد يُدلي بشهادته عن جريمة قتل في المحكمة
جميعنا يعلم أن الببغاء بإمكانه التحدث، ولكن السؤال المطروح هو: ما إذا كان يجب على الطائر، الذي قد يكون شاهداً على جريمة قتل وحشية، الإدلاء بكل ما يعرف بشأنها.
فقد صرّح المُدعي العام بمُقاطعة نيوايغو بولاية ميشيغان الأميركية، روبرت سبرينجستيد، بأن السلطات تدرس كلمات ببغاء لتحديد ما إذا كان بمقدورهم أخذها في الاعتبار كدليلٍ مقبول في محكمة قانونية، بحسب ما نقلت صحيفة “الإندبندنت” البريطانية في تقرير نشر في الـ27 من يونيو/ حزيران، عن جريمة وقعت، لا شهود فيها سوى ببغاء.
فقد أقر سبرينجستيد أن وضع ببغاء على منصة الشهود قد يكون أمراً مُعقداً؛ فقد قال في تصريح: “أشك بأن هُناك سابقة تم فيها استخدام كلمات طائر كدليل في محاكمة.. عندما يطلب القاضي من الشهود رفع يدهم اليمنى، بالنسبة للببغاء، فهل يرفع جناحه أم قدمه؟”، مؤكداً أنه يجب على الدليل المقدم في أي قضية أن يكون قوياً.
الجريمة
ويأتي ذلك بعد توجيه الاتهام إلى جلينا دورمان، البالغة من العمر 48 عاماً، والمُحتجزة بسجن مقاطعة نيوايغو، الخميس 23 يونيو/حزيران، بقتل زوجها مارتن درمان عمداً، في مايو/أيار 2015، بحسب ما نشرت شبكة NBC الإخبارية الأميركية.
ويعتقد أفراد العائلة أن الببغاء الإفريقي الرمادي من فصيلة Bud، قد شهد إطلاق النار الذي أسفر عن مصرع مارتن درمان وإصابة زوجته بجروح خطيرة.
ويرجع السبب في اعتقادهم إلى الكلمات الأخيرة التي ردّدها الطائر، التي تقشعر لها الأبدان إذ لم يتوقف عن الصياح بها مُقلِداً صوت صاحبه، حيث يقول: “اللعنة.. لا تُطلق النار”.
وعُثِر على جثمان دورمان إلى جوار زوجته التي تعرضت لطلق ناري بالرأس، لكنها بقت على قيد الحياة، وعلى الرغم من أن الشرطة في بادئ الأمر افترضت أنها ضحية لإطلاق النار، كشفت تقارير للشرطة حصلت عليها محطة WOOD-TV أنها أحد المُشتبه بهم في عملية القتل.
وقال مقربون إنهم يعتقدون أن اللحظات الأخيرة لمارتن دورمان قد علقت بذاكرة الطائر الذي يردد حادث القتل، حيث لاحظوا أن الببغاء يقلد صوت كل من الضحية وزوجته.
فقالت ليليان دورمان، والدة الضحية: “إن الطيور تلتقط كل شيء وأي شيء، وهذا الطائر كان يملك الفم الأكثر بذاءة بين أقرانه”.
وقال والد الضحية، تشارلز درمان: “أنا شخصياً أعتقد أنه كان موجوداً، ويتذكر الأمر ويقوله”.
شهادة الزوجة السابقة في صالح المتهمة
ومع ذلك؛ فقد أشارت الزوجة السابقة للضحية، كريستينا كيلر، إلى أن الطائر لديه عادة ترديد صوت رجل وامرأة يخوضان خلافاً عنيفاً.
فقالت: “أنا أستمع إلى شخصين في مناقشة مُحتدمة، فمن يُصدق أن (اللعنة.. لا تطلق النار) كانت كلمات درمان الأخيرة”.
بنما قالت المُتهمة للشرطة إنها لا تتذكر أي شيء عن حادث إطلاق النار، وأنها قد استعادت ذاكرتها فقط عندما كانت في المُستشفى، وكانت قد تركت 3 رسائل انتحار لأقارب قبل إطلاق النار الذي قالت إنها لم تتذكر شيئاً بشِأنه”.
وقال المُحامي مايكل والش، إن الطيور ليست مقبولة للشهادة، حيث إنه لا طريق للتحقق من كلماتها. وأضاف مُتسائلاً بشأن كلمات الببغاء: “كيف وصلت الكلمات إليه؟ فإن لم تكن هُناك وسيلة يمكن الاعتماد عليها لاتخاذ القرار، فليس بإمكانك إذاً أن تستبعد أن الطائر قد شهد جريمة قتل أو شيئاً ما تم عرضه على التلفزيون”.
وأضافت بحسب تسجيلات الشرطة: “أنا أعرف حقيقة أني لم أقتل زوجي”.
صاحبة متجر ببغاوات
دورين بلاتكوسكي، صاحبة متجر للببغاوات بمدينة جراند رابيدز، قالت بدورها إن الببغاء الإفريقي الرمادي عادة ما ينطق عبارات سمعها عدة مرات، ولكن أيضاً بإمكان الطيور استخدام كلمات سمعوها فقط لمرّات قليلة.
كما علّقت على مقطع الدليل للطائر الذي استخدم فيه لغة عنيفة، حيث قالت إنها “بالتأكيد” سمعت الطائر يُحاكي مُشادة بين رجلٍ وامرأة، كما أنها سمعت الطائر يقول: “اللعنة.. لا تطلق النار”.
وتابعت قائلة: “في رأيي أنه شيء بالتأكيد قد استمع إليه من قبل، وإن كانت الكلمة حديثة في ذهنه، فربما حتى سيرددها أكثر الآن”.
هافغنتون بوست