سهير عبد الرحيم : ساقط رياضيات
صديقي العزيز(الوليد)، واحد من ابناء ولاية الجزيرة أرسل لي رسالة غاضبة وهو يقول (فالحة لي بس في اتاوات كاشا وضرائبه، ما شفتي إتاوات إيلا في الجزيرة ؟ ولا انتي فالحة لينا بس في (الحالة واحدة!). وفي الحقيقة إن أهل الجزيرة لم أسمع أنهم تبرموا من إتاوات إيلا رغم أن محاولاته (لسفلتة) مشروع الجزيرة لا تخفى على أحد، ولكن ما حدث أن هناك مجموعة من المواطنين من ولاية النيل الأبيض أرسلوا إلي وهم يستغيثون من الضرائب والإتاوات، ويطلبون مني إيصال صوتهم إلى المسؤولين..!! ورغم علمي أن بريق الكرسي يصيب الكثيرين بالصمم؛ إلا أني حاولت إيصال صوتهم . ولكني وجدت – وكما توقعت – الولاة في تلك الولايات يعانون من سكرة السلطة ومخمورون حد فقدان الوعي بالأنا، فتتعاظم لديهم سطوتهم وتتصاغر معاناة مواطنيهم، فلا يلتفتون لمزارع أو عامل أو موظف ألا حينما تمخر لا ندكروزراتهم عباب الغبار، فتذروه على وجوه البسطاء، فلا يتبينون حينها الوجوه من سخط ولعنات تلاحقهم أينما حلوا.
كاشا الوالي المنشغل بمواصفات الجمال في ليالي اسبارك سيتي، يقول إن سائقي القلابات يبيعون قلاب الخرصانة بـ 1400 جنيه فلماذا لا يدعمون الولاية بـ 155 جنيهاً. وضح تماماً أن الحسبة ليست كما يظن كاشا إنما الحسبة أن المواطن من هؤلاء يشتري الخرصانة من جنوب مصنع سكر كنانة بمبلغ 1620 جنيهاً، ثم يدفع للمحلية 130 جنيهاً وللولاية 155، ورسوم عبور إلى الجبلين 30 جنيهاً، وجاز بـ200 جنيه، الجملة 2135 جنيهاً. ثم يبيعها بمبلغ 2200 جنيه يأخذ منها السائق الربع بعد حساب المنصرف ومساعد السائق يأخذ نصيبه فماذا تبقى لصاحب القلاب ؟؟. أيضاً قلاب الرملة (حقت الله كما قال كاشا) تعبأ بمبلغ 240 جنيهاً أضف إليها رسوم المحلية 80 جنيهاً ثم رسوم دعم الولاية على السلع 102 جنيه، ثم الجاز 100 جنيه المجموع 522 جنيهاً، يتم بيعها بعد ذلك بمبلغ 700 جنيه، يأخذ السائق الربع بعد المنصرف . هذه هي الحسابات التي نعرفها يا كاشا، ولو دققت في تلك الأرقام سيظهر لك جلياً أن المواطن يدفع ضرائب في السلعة الواحدة على ثلاث مراحل . احتج كاشا أيضاً ومن خلال حديثه معي، وقال إن كل الولايات تفرض ضرائب، فلماذا لم أنتقد تلك السياسات؟، وأضاف أنه يدعم من خلال هذه الإتاوات الطرق ويعمل على تنمية المنطقة. ربما لا يعلم كاشا أن الخرطوم مثلاً تفرض على قلاب الرملة الصغير 5 جنيهات والكبير 10 جنيهات والبطاح 20 جنيهاً، يعني إتاواته دي ما في زول سبقه عليها. ليس ذلك فحسب؛ بل إن إتاواته وصلت إلى سفر المواطنين؛ حيث يدفع المواطن الذي يسافر عبر البص من الخرطوم إلى كوستي تذكرة 71 جنيهاً ولكن نفس هذا المواطن لو سافر من كوستي إلى الخرطوم فهو يدفع 73 جنيهاً؛ زيادة الجنيهين دعم للدورة المدرسية. وسبحان الله غالباً المواطن ده يكون مسافر عشان يعمل رنين مغناطيسي أو صورة مقطعية؛ لأن ولاية النيل الأبيض بطولها وعرضها تفتقد لتلك الأجهزة.
خارج السور :
على المواطنين أن يسألوا الله مع آذان المغرب؛ في شهر رمضان المبارك هذا.. إنه سميع مجيب الدعاء.