مقالات متنوعة

د. حسن التيجاني : فحط .. يفحط انتهى !!

> ظاهرة التفحيط جديدة على المجتمع السوداني وايضاً ظاهرة دخيلة علينا، وهي ظاهرة غير مسؤولة وطائشة السلوك، ويأتيها كل طائش سلوكياً للآنها خطرة النتائج، خاصة في دولة كالسودان الذي بلا بنيات تحتية خصصت لهذا الغرض فيه . لذا يأتيها (بعض) أولاد الذوات وأصحاب المال والجاه والسلطة، وهذا نتاج الضعف الاجتماعي داخل هذه الأسر التي لا يسأل فيها الكبير الصغير ولا يقدر الصغير فيها الكبير، لبعد المسافات بينهما لانشغال أولياء الأمور في قضايا أخرى كثيرة فيتركون لهم الحبل على الغارب فيفعلون ما يشاءون دون رقيب ولا رعاية . > ظهرت هذه الظاهرة في ثلاثة مواقع بالخرطوم في شارع (117)الرياض وشارع مستشفى رويال كير ودريم للتوليد شارع الستين ايضاً، واخيراً في شارع النيل جوار برج الاتصالات، الأمر الذي أزعج المواطنين وروع أمنهم واستقرارهم ..مما جعل بعض المواطنين يشتكون لجهات الاختصاص. ذهبت أمس للإدارة العامة للمرور ودهشت حقيقة لدرجة الاستعداد العالية لضباط المرور وضباط صف وجنود هذه الإدارة …حقيقة أقسم بالله الأمر يستحق الاشادة للنشاط المتواصل في حضرة السيد اللواء خالد بن الوليد مدير الادارة الذي استطاع أن يضع خططاً جاهزة للتنفيذ سترى النور وستكون مدهشة للمواطن نفسه ….وكلها تصب في خدمة المواطن. > أمر التفحيط تم حسمه في اقل من يوم عندما أرادت إدارة المرور ذلك ..وكلي ثقة في أن رجالات المرور يكبلهم القانون الذي يسعون لتعديله في هذه الأيام وسيرى النور قريباً بإذن الله > الحسم لمثل هذه الظواهر يحتاج لرجال أقوياء وبمواصفات تتمتع بنسبة عالية من الهدوء والتريث، وشخصيات لا تقودها الهاشمية ولا التعجل، والذين تزداد أعدادهم كل يوم في هذه الإدارة أمثال اللواء الوليد علي أحمد مدير مرور ولاية الخرطوم والعميد آدم إبراهيم الرجل (النحلة). > استراتيجية هذه الإدارة ستقوم في مقبل أيامها على سياسة الحسم بالقانون، خاصة ان الفوضى أصبحت ضاربة بأطنابها، وهذه الفوضى تتطلب سياسة الحسم مع كل المتفلتين الذين يضرون بالناس أشد ضرر، ولهذا الاستهتار واللامبالاة أصبحت إحصائية حصاد الموت بحوادث المرور أكثر من الذين تحصدهم الحروب …الدور الذي تقوم به إدارة المرور دور عظيم وكبير، ولكنه لا يظهر للسطح إلا نادراً، لأن الغالبية لا يظهرون الحقائق، خاصة أن( بعض) أجهزة الإعلام تميل لتجريم المرور في اداء الواجب لأنه لا يتماشى مع هوائها. > السيد اللواء خالد بن الوليد من القيادات التي لا تعرف المجاملات ولا تلين في تطبيق القانون، لذا سيحالفه النجاح كثيراً في تطبيق سياسته واستراتيجيته في هذه الإدارة، خاصة أنه يحظى بكوادر ممتازة من الضباط خاصة في الدوائر الفنية والإعلامية، فوجود العقيد احتفال حسن احمد والمقدم جاسم عثمان أحمد من الشباب الذين يضمهم مكتب مدير الإدارة العامة، والذين يحملون كثيراً من الأفكار والخطط والرؤى التي حتماً ستدفع العملية المرورية للأمام. > الآن في سياسة هذه الإدارة الاتجاه يذهب الى التدريب ….أي تدريب الكوادر العاملة بالإدارة تدريباً علمياً بحيث يجعلهم أكثر مرونة للتعامل مع المواطن في الخارج بصورة جميلة تحفظ له انسانيته وآدميته، وفي ذات الوقت نحن في الإعلام نطلب من المواطن التعامل الراقي مع رجل المرور حتى تكتمل الصورة المطلوبة لعملية مرورية ناجحة تقود لخفض إحصائية ضحايا حوادث المرور . > الإعلام والتدريب هما العنصران اللذان تقوم عليهما عملية نجاح كثير من المؤسسات خاصة التي تتعامل مع الجمهور مباشرة كإدارة المرور، واعتقد أن هذه هي الأفكار التي تدور هذه الأيام في عقول قيادات إدارة المرور ولا هم لهم غير تجويدها والاهتمام بها، والذي يطمئن عزيمة الرجال هناك للخروج بالمرور من نفق المحلية الى افق العالمية التي لن يكون بعيداً عنها طالما اهتدى للاعلام والتدريب. > حقيقة العملية المرورية تقوم على المنهج التوعوي، وهذا لا يتأتي الا عبر أجهزة الإعلام جميعها بأشكالها وألوانها، وهي القادرة على إيصال رسالة المرور للمواطن بصورة ذكية جداً. هناك ظواهر اخرى لم تكن موجودة ظل يسلكها المواطن في اثناء قيادته للسيارة، وهي ظاهرة عكس الاتجاه اثناء القيادة، وهي في تقديري اخطر من قطع الاشارة الحمراء لأن حادثها مضمون، وأنها فوضى تقود لما بعدها بسرعة لا تقبل التأني، اضافة الى انها صورة من صور عدم احترام القانون، وتعكس صورة سيئة لأي اجنبي ان يتصور السودان في أسوأ حالاته، وان السودانيين حتى قوانينهم لا يحترمونها والواقع ليس كذلك …هذه واحدة من الهموم التي تشغل قيادة المرور، ولن يهدأ لها بال حتى تحسمها بإذن الله . > قصدنا بهذا العمود ان نعكس ما يدور في الإدارة العامة للمرور، وما هي الخطط التي تنوي تنفيذها، علماً بأن العمل المروري عمل جماهيري كل نشاطه يصب في خانة خدمة المواطن، لذا يجب أن تكون هناك شراكة حقيقية بين المواطن وادارة المرور في تحقيق الهدف السامي وهو السلامة المرورية . > غداً نحدثكم بـ (روقة) عن الجديد في المرور، وكيف أن المرور ينتفض من أجل السلامة المرورية وبماذا نبشركم بالجديد انتظرونا. (إن قُدِّر لنا نعود).