سهير عبد الرحيم : كلام جرايد
آخر ما كان يخطر علي بالي أن يرد السيد والي ولاية النيل الأبيض كاشا على مقالي بعنوان لعناية كاشا بأنه لا يقرأ الصحف ولا يهتم بما يكتب في أجهزة الإعلام لأنه وحسب قوله الصحفيين بتاعين حجج. كاشا ومن خلال مكالمة هاتفية معي كان طرفها وزير الشباب والرياضة الهمام (يحيى حامد) ، تحدث بلغة لا تخلو من صلف واضح وإن كان دعاني لزيارة المدينة لعكس الرأي والرأي الآخر إلا أنه أبدى من التعنت في الرأي ماجعلني استغرب لولاة يصمون آذانهم عن معاناة مواطنيهم .
من يسمع حديث كاشا عن أنه لا يقرأ الصحف ولا يهتم للإعلام لا يشاهد ابتسامته التي توسطت وجهه وهو يتهلل فرحاً في ليالي اسبارك سيتي المنقولة على فضائية النيل الأزرق وسط حضور إعلامي لافت .
كاشا الذي يهش بعصاه على بشريات النغم الطروب داخل الأمسية الطربية لم يخالجه ازدراء الإعلام آنذاك ولعل سحر الشاشة الزرقاء وفلاشات ال4k أكثر جذباً من أقلام الصحفيين، فلم تبرح عصاه مساحات الطرب إلى حيث يمكنه أن يهش بعصاه على أوجاع المواطنين الذين طفح كيلهم فأرسلوا إلينا يستغيثون بأن الضرائب والأتاوات والجبايات قد قصمت ظهرهم وأغلقت منازلهم وضاقت عليهم الدنيا بما رحبت .
في معرض رده على سؤالي بأن الجبايات مرتفعة على قلابات الرملة وغيرها أجابني كاشا بأن الرملة دي مش حقة الله ليه التجار يبيعوها للمواطنين، فأجبته بأني كمواطنة أشتري قلاب الرملة بنقود مقابل الخدمة التي يقدمها لي صاحب القلاب حيث أنه يذهب إلى الخلاء في رحلة بعيدة فيدفع قيمة وقود وأجرة سائق وأجرة مساعدين وأتاوات طرق ورسوم محلية إلى أن تصل الرملة إلى منزلي ولست أعيب على التاجر بيعه الرملة لي ولكن ما بالك يا كاشا وأنت تعلم أن الرملة حقة الله ورغم ذلك تفرض على المواطن ضرائب على حاجة حقة الله …..!!
بهذا الفهم أتوقع أن يفرض كاشا على مواطني الولاية رسوم بدل شمس باعتبار الفيتامينات التي يستفيد منها الجسم من خلال أشعة الشمس، فبما أن الفهم بأن حاجات الله هم عندهم فيها ضريبة فقس على ذلك كل ما خلق الله حسب حديث الوالي . ويا سبحان الله فقد أخبرني كاشا في تلك المكالمة التلفونية بآخر ما كنت أتوقع أن أسمعه من الوالي وهو أن المواطنين احتجوا في لقاء جماهيري على أن الضرائب والرسوم قليلة وينبغي زيادتها …….!! لالا بااالغت عديييل . و أطرف شيء أيضاً قول الوالي بأنه كان مسافراً حين أصدر المجلس التشريعي تلك القرارات وأن سلطاته لا تسمح له بتكسير تلك القوانين والتي فرضت رسوماً على القلابات ومنتجات المواطنين ولا تنسوا روث البهائم والجركانات الفارغة . ضحكت وأنا أفكر في أنه ومنذ متى كانت القوانين تحترم وتطبق وتنفذ في دولة المشروع الحضاري . إن إلقاء العبء على المجلس التشريعي بأنه وراء تلك القرارات لهو تنصل من المسؤولية ، فأنت يا كاشا الوالي وأنت المسؤول عن رعيتك وتذكر قول سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه لو عثرت بغلة في أرض الشام أخاف أن يسألني الله لم لم أسو لها الطريق.
خارج السور : والي وحكومة ووزراء ومجلس تشريعي يصرفون مخصصاتهم ويديرون التنمية من خلال فرض الرسوم على الجركانات الفارغة و روث البهائم . معقولة……..!!! حتى (البعر)
نواصل …….