مؤمن الغالي : ضياء… تلك أيام لا أعادها الله يايوسف 6-6
سعادة اللواء يوسف عبد الفتاح..
لك التحايا والود والاحترام..
ومازلنا نبحر في نهرك.. ومازلنا نسترجع معك تلك الأيام المفزعة ومازلنا في العام 1989من القرن الماضي.. ومازلنا نتذكر ونذكرك “لو كنت نسيت” تلك الأيام وهوج الرياح تهب كما “الصرصر العاتية” وأنتم تدهسون قبة الديمقراطية والتي كنتم معنا داخل “القبة” تظهرون خلاف ما تبطنون.. ولكن لا بأس تلك قصة أخرى يرويها يوماً التاريخ.. الذي لا يغفل ولا يسهو.. ولا يهمل.. ولا ينام.. هو الذي سوف يكتب ويسجل من الرابح ومن الخاسر اليوم سيادة اللواء.. نقول سلاماً ووداعاً.. اليوم نصل سدرة منتهى “ونستنا” معك ونحن نسترجع تلك الأيام المرعبة حيث “التلفزيون” يبث الجلالات ويهدر بالأناشيد.. ويبشرنا عبركم وكيف أنه ستراق بعض الدماء أو تراق كل الدماء.. حيث شنان وعبد الرحيم والقيقم يحتلون كل الفضاء ويمتلكون كل الأثير.. وحيث كتب علينا بل كتبتم أنتم علينا نحن مواطني ولاية الخرطوم أن ننام “غضباً” و “جبراً” و “رجالة” من الساعة السادة مساء وحتى شروق الشمس وتماماً كالطيور والحمام و “القمري” الذي يأوى إلى أعشاشه عند كل مغرب وبعد أن تودع الشمس الكون.. وهل كنا ننام ؟ كاذب وأحمق من استطاع أن يغمض عيونه وينام وهو ممتلئ خوفاً وفزعاً ورعباً..و “حكمة الله” فقد كنا نصحو من “دغش الرحمن” ونشرب الشاي “باللبن” ولكن ليس “باللقيمات” كما يفعل باقي خلق الله في الدنيا ،بل كما نشرب الشاي مع كلمات تطلقات مدفع غير مناكف وشرس تنطلق من تجاويف صدر أحد “أخوانك” والذي لا يقل عنك أسهاماً في توطير دعائم الانقاذ و “دق أوتاد” خيمتها وهو سعادة الجنرال يونس محمود.. ألم أكن محقاً عندما قلت لك تلك أيام لا أعادها الله يا سعادة الجنرال يوسف.. سعادة اللواء يوسف..
مازلت عند رأيي ومازلت أتيقن في يقين لا يزعزعه شك وفي ثقة لا يخلخلها شك إنك لن تستطيع أن تعمل في النسخة الثانية من الانقاذ… خير لك ألف مرة أن تكتفي بفترتك الخطيرة والرهيبة التي كنت أنت بها عمود خيمة ولاية الخرطوم ، في ذاك الزمان الذي كانت لك في كل دقيقة بصمة وفي كل يوم ملحمة.. وفي كل ساحة مأثرة ، الآن الزمان ليس هو الزمان ، والانقاذ ليست هي الانقاذ فقد تبدل القوم كثيراً.. نحن نرى إلى الأحسن ،وأما أنتم فأعتقد أنكم ترونها ردة.. وهاك مثالاً.
هل تذكر سيادة اللواء كيف أنك قد أرسلت إشارات للوسط الرياضي وتحديداً منشط كرة القدم.. فقد إجتاحت عواصف من الخوف والتوجس والترقب وأنت تتحدث عن العصبية وكيف أن الهلال والمريخ يستقطبان الجماهير وأن التعصب والذي هو التشجيع يفرز أنقساماً بين أبناء الشعب.. هنا – ركب الجن- قادة اتحاد كرة القدم فقد تأكدوا إنك سوف تهيل أكواماً من الحديد “الخردة” ليغلق ذاك المنشط وإلى الأبد ، عرفوا أن وجهتك القادمة هي اقتلاع الهلال والمريخ من جذورهما وأنك لا محالة سوف تجعل من ذلك النشاط “ هبوداً” تذروه الرياح.. هنا استجمع قادة الرياضة قواهم وقاموا بضربة استباقية وأقاموا ندوة في دار الزمالة الأولمبية وكان الحضور الأنيق والرصين يتصدره الدكتور حليم وبجواره البروف عبد الحميد إبراهيم ومرسي وكل القادة العظام الذي أفنوا سنوات شبابهم هبة للرياضة.. وكيف أنهم قد استعانوا في تلك الليلة أو الندوة بالداعية الشجاع مولانا عصام أحمد البشير وبعد تلك الليلة مرت العاصفة بسلام وبقى الهلال وبقى المريخ بل الآن بدأت الدولة والتي هي “الانقاذ” تهبهما المليارات.. والآن باتوا شأناً قومياً بل باتوا من ممسكات الأمن القومي وهاهو والي الخرطوم الفريق الركن مهندس عبد الرحيم يوليهما جل اهتمامه وفائق عنايته .. وسبحان مغير الأحوال وهل تستطيع أن تعمل في مناخ كهذا .. لك الود ومع السلامة.