غادة الترابي : بكري المدينة حضرنا ولم نجدكم
لا أخفي إعجابي بالمقولة التأريخية لقيادي الحزب الشيوعي نقد عندما وجد نفسه الحاضر الوحيد من المعارضة التي أجمعت أمرها واتفاقها على الخروج للشارع فكتب عبارته (حضرنا ولم نجدكم) .
بنفس المنطق أقول لأهل المريخ عموماً ولبكري المدينة على وجه الخصوص حضرنا في ليلة النصف من رمضان ولم نجدكم، ولعل أبرز الغيابات في تلك المباراة رغم الحضور كان بكري المدينة الذي دخل إلى الملعب نظيفاً وخرج نظيفاً فلم يشعر به أحد، بل لا أذكر له لمسة فنية تدل على أنه المهاجم الذي يعرف مكان الشباك، بل اللاعب الذي اشتد عليه الصراع بين العملاقين وظن من كسبه أنه الرابح الأكبر.
بعيداً عن غياب المريخ الافتراضي إلا أن المباراة كانت قوية وحافلة بالإثارة من جانب الهلال الذي استغل انصراف خصمه إلى اللعب على الأجسام والاعتراض على قرارات الحكام وتقديم الشكاوى في شيبوب ورمي القارورات الفارغة من الجماهير قبل أن ينتصف الشوط الأول وأدى برغبة الفوز وكان له ما أراد .
بكَّر المريخ بهدف نتيجة هفوة دفاعية في الخمس دقائق الأولى لكن سرعان ما فارق الأزرق حمى البدايات وامتلك زمام المباراة ولم يفقدها حتى أعلن الحكم نهايتها بفوز هلالي مستحق، بل قراءة سليمة لمباراة كانت من طرف واحد .
لاحظنا تميز عناصر الفريق ككل إلا بعض الأخطاء من خط الدفاع الذي مازال يعاني من الشرود الذهني وعدم الانسجام ويحتاج لعمل كبير من المدرب القدير بلاتشي.
خط الهجوم كان عند حسن ظن الأهلة به فشيبولا مهاجم من خامة اللاعبين الكبار الذين يتركون أثراً في الفريق وانطباعاً لا ينسى بتحركاته ومراوغاته وطريقة تعامله مع الكرة والانسجام والتناغم الكبير بينه وبين الفهد الزيمبابوي الذي يبدو أنه استفاد كثيراً من اللعب سابقاً إلى جوار أفضل صانع لعب في السودان البرنس هيثم مصطفى فلقد اكتشفنا قدرة ساسا على التمويل والتمريرات (البرنسية) المتقنة فكان هيثم حاضراً بالملعب في تمريرات الهدفين .
قدم الهلال ليلة رمضانية وعيدية معتبرة اختتم بها الدورة الأولى متصدراً أداءً ونتيجة فأدخل الاطمئنان الكامل على الإضافات الجديدة والارتياح الجماهيري لرؤية ساسا وشيبولا معاً بهذا المستوى المميز .
مبارك على الجماهير الهلالية الفوز المستحق والتحية لأسود أولتراس الهلال وهم يزينون الملعب بلوحات كان لها عميق الأثر في نفوس اللاعبين وهذا ليس جديداً على أسود المدرجات .
ومبارك على الإدارة الهلالية التي بدأت في التحرك بالاتجاه الصحيح فاستحقت الشكر والتهنئة .
انفرادات متفرقة
كنا حضوراً في مطعم ومقهى (الفنانين) بدبي حيث اعتادت جماهير الهلال والمريخ من الجالية السودانية على متابعة اللقاء داخل المقهى، وكم كانت الفرحة لدى عشاق الأزرق بينما خرجت جماهير المريخ عقب اللقاء وعلامات السخط وعدم الرضاء تشع من الوجوه ولمحت بطرف خفي عادل أبو جريشة وهو يغادر المقهى سريعاً كأنه يريد أن يتجنب رؤية أفراح الجماهير الهلالية .
شيبولا -حفظه الله ورعاه -جعل المريخاب يحبسون أنفاسهم كلما وصلت الكرة إليه .
سادومبا هو نفسه المهاجم الذي يحرك الملعب والمدرجات .
أعجبني كثيراً فدائية وتحركات الشبل أطهر الطاهر .