عالمية

الجزائر: قطع الإنترنت لمنع الغش في امتحانات البكالوريا

قطعت السلطات الجزائرية، اليوم الأحد، خدمة الإنترنت بشكل كلي ساعات قبل بدء الدورة الثانية لامتحانات البكالوريا التي انطلقت صباحاً وتستمر لمدة خمسة أيام.
ووجد الجزائريون صعوبات كبيرة في الاستفادة من خدمة الإنترنت، والولوج إلى مواقع التواصل الاجتماعي، وهو ما أثار استياء المواطنين والشركات الخدماتية والمحلات المخصصة لهذا الغرض.
ويأتي القرار الحكومي بالقطع الكلي لخدمة الإنترنت، بعد ساعات من إخفاقها في منع الولوج إلى مواقع التواصل الاجتماعي، حيث نجح الشباب والخبراء في التكنولوجيات في اعتماد تطبيق “في بي آن” الذي يسمح بخرق الحظر والولوج إلى هذه المواقع.
وبدت الحكومة الجزائرية في سياق معركة خاسرة مع التكنولوجيا، حيث إن قطع الإنترنت أو حظر الولوج إلى مواقع التواصل الاجتماعي ليس حلاّ. ووصف الخبير في تكنولوجيات الاتصالات، قرار يونس، القرار الحكومي بالحل الساذج. وقال: ” الشباب الجزائري ذكي ولا يجب استفزازه بمثل هذه القرارات التي تدفعه إلى التحدي والاعتماد على برامج تكنولوجية بديلة للهروب من قرار الحظر”.

إجراء وقائي لتفادي الغش خلال الدورة الثانية لامتحانات البكالوريا التي انطلقت اليوم الأحد


وأضاف: “هناك طاقات ومواهب شبابية من المهندسين الذين نجحوا في اختراق الحظر الحكومي لمواقع التواصل الاجتماعي، واستعادوا العمل به عبر استغلال بعض التطبيقات التي تتيح فتح نفق إلكتروني للولوج إلى هذه المواقع عبر “في بي إن”، مشيرا إلى أنه “يجب التفكير في الاستخدام الإيجابي لمواقع التواصل الاجتماعي، واستخدام التكنولوجيا مثلا في مجال التربية في حماية وتشفير أسئلة الامتحانات”.
ومن شأن قرار السلطات قطع خدمة الولوج إلى مواقع التواصل الاجتماعي أن يكبد المؤسسات والشركات الاقتصادية والخدماتية التي تعتمد في عملها على هذه المواقع، كشركات البيع على الإنترنت، خسائر مالية كبيرة قدرها الخبير في تكنولوجيا الاتصالات بثلاثة ملايين دولار أميركي خلال الخمسة أيام التي يشملها القرار.

وكانت السلطات في الجزائر قد قررت حجب الولوج إلى مواقع التواصل الاجتماعي بدءاً من الساعة الثامنة بالتوقيت المحلي لمساء يوم أمس السبت، كإجراء احترازي لتفادي الغش خلال الدورة الثانية لامتحانات البكالوريا التي انطلقت اليوم الأحد.
وقال بيان لوزارة البريد وتكنولوجيات الاتصالات الجزائرية، إنّ حجب خدمة مواقع التواصل الاجتماعي بدءاً من مساء السبت له علاقة بالبكالوريا الجزئية المعادة.
ويشمل القرار منع الولوج إلى مواقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” و”تويتر” إضافة إلى تطبيقات أخرى مثل “فايبر” “وسناب شات” و”واتساب” و”إنستغرام”، ويأتي قرار الحكومة الجزائرية لمنع أية إمكانية لتكرار عمليات الغش وتسريب أسئلة الامتحانات، والتي تمت في الدورة الأولى للامتحانات نهاية شهر مايو/أيار الماضي.
واضطرت الحكومة الجزائرية بعد تسرب أسئلة الامتحانات إلى اتخاذ قرار بإعادة الامتحانات في دورة ثانية يشارك فيها ما يقارب نصف مليون طالب، وسيستمر حجب هذه المواقع كإجراء احترازي حتى يوم 23 يونيو/ حزيران، تاريخ نهاية امتحانات البكالوريا في الجزائر.
ويجتاز اليوم الأحد أكثر من 555 ألف مترشح الامتحانات الجزئية المعادة لنيل شهادة البكالوريا، فيما تم إعفاء 300 ألف مترشح لم تشملهم التسريبات في الدورة السابقة.
وتقرر في سياق الإجراءات الصارمة منع المترشحين من إدخال الأجهزة والوسائل الإلكترونية من هواتف نقالة وحواسب محمولة وكل الأجهزة المزودة بالإنترنيت.
وكانت السلطات الجزائرية قد اعتقلت أربعة من كبار الموظفين في الديوان الحكومي للامتحانات، إضافة إلى 31 شخصا من المتورطين في تسريب ونشر أسئلة الامتحانات، ووضع 115 شخصا تحت الرقابة القضائية بشبهة التورط في نفس القضية.

العربي الجديد