كمال عوض : طالبو اللجوء السياسي ببريطانيا «2»
> الذريعة الأكثر اتباعاً حاليًا للحصول على اللجوء السياسي ببريطانيا، هي قضية دارفور. ويأتي بعد ذلك دور مقدم الطلب ومحاميه لإقناع السلطات بروايته. ومن الدعاوى التي يستند إليها معظم مقدمي هذه الطلبات، الاضطهاد السياسي والعرقي والديني وعدم احترام حقوق الشذوذ الجنسي وادعاء مواجهة عقوبة الإعدام بعد الارتداد عن الإسلام، كما يستغل البعض وجود آثار لإصابات وحروق قديمة يدعون أنها بسبب التعذيب. ومن الطرائف أن البعض منهم ادعى أن علامات الوشم والشلوخ والكي وغيرها من العلامات ذات الدلالات الثقافية، أنها نتيجة للتعذيب الذي تعرض له. >يضيّع اللاجىء أطول وقت ممكن داخل المطار حتى موعد مغادرة الطائرة، ومن ثم يعلن طلب اللجوء. وبعض منهم يتظاهر بالغثيان وعدم القدرة على الإجابة حتى يؤخذ لمركز الاحتجاز داخل البلد وهي البداية للبقاء لمدة أطول حتى يتمكن طالب اللجوء من الاستئناف إذا رفضت السلطات طلبه. كما أن طالب اللجوء يحاول تفادي أخذ بصمات الأصابع في أي من الدول الأوروبية، لأن اتفاقية( دبلن) تنص على إعادة الشخص إذا ثبت مروره بدولة ثالثة بعد فحص البصمات في الدولة المقصودة. > مع تصاعد قضية دارفور في وسائل الإعلام العالمية ،اتجه عدد كبير من الأفارقة للادعاء بأنهم سودانيون، ويسمون أنفسهم بأسماء سودانية للحصول على اللجوء. وكشفت وكالة الحدود البريطانية ،العديد من حالات التزوير والادعاءات، وقامت بترحيل المدعين إلى وطنهم الأصلي. > عندما تتم الموافقة على طلب اللاجئ، يمنح مسكنًا به غرفة واحدة ويشترك مع آخرين في الحمام والمطبخ ويكون السكن غالباً في المناطق النائية، كما يمنح الفرد مبلغ (35) جنيهًا إسترلينيًا في الأسبوع للمأكل والمشرب، وبحسب القانون، يمنح وثيقة لاجئ وعليه الانتظار خمس سنوات لا يسمح له خلالها بالعمل أو السفر إلى بلده. > يلجأ طالب اللجوء لأساليب ملتوية حتى يحقق مبتغاه، وبسبب ذلك صار ضحية لعصابات التزوير المنتشرة داخل وخارج السودان. حيث تكتشف السلطات المختصة المستند المزور من النظرة الأولى. > ونأخذ هنا مثالاً، قصة شهادة الميلاد المزورة التي كشفتها السلطات المختصة في بريطانيا عندما قارنوا الشهادة بالإنجليزية مع النسخة العربية، فاكتشفوا أن مكان الميلاد كتب باللغة الإنجليزية في جوبا, وكتب في النسخة العربية أن ميلاد الشخص المذكور في دارفور. > هناك متخصصون في أعمال تزوير شهادات الميلاد لتأكيد أن طالب اللجوء من دارفور، وكذلك تزوير خطابات استدعاء من جهاز الأمن الوطني. وهناك شخصيات اشتهرت بقدرتها الفائقة على تلفيق طلبات اللجوء. > قبل أن استعرض معكم بعض النماذج لحالات قدمت طلبات لجوء وتمت الموافقة عليها، هناك أسئلة حيرى تنتظر إجابات شافية. هل تصدق الحكومة البريطانية فعلياً كل روايات طالبي اللجوء السياسي؟ من يزودهم بالمعلومات المضللة عن السودان؟ هل ستستخدم بريطانيا في المستقبل روايات طالبي اللجوء السياسي ككرت ضغط لإنشاء نظام موالٍ يشبه نظام كرزاي؟ > المنحة التي تقدمها الحكومة البريطانية لطالبي اللجوء السياسي «35» جنيهاً إسترلينياً أسبوعيًا ،هل هي كافية لتسيير حياة الفرد في المملكة المتحدة، أم أن الحكومة تقصد أن يعيش اللاجئ في ظروف اقتصادية ضاغطة ليسهل اصطياده؟ > هل قرأت الحكومة البريطانية إفادات السفير الفرنسي الأسبق في الخرطوم ميشيل رامبو ،التي أكد فيها أن السودان مستهدف من قبل الغرب طمعاً في موارده الضخمة، وأن الدول الغربية تستخدم اللاجئين والمعارضين لزعزعة أمن واستقرار السودان؟ كم هي نسبة فرص العمل التي يجدها المسلمون في بريطانيا، وكم هي نسبة فرص غير المسلمين؟ نواصل