حوارات ولقاءات

الأمين العام للمؤتمر الشعبي “إبراهيم السنوسي : منذ ان جاء شيخ حسن من قطر بدا أنه سيغادر الحياة

مرحلة ما بعد الترابي، أثارت وما زالت تثير العديد من الأسئلة، التي ربما لم تجد إجابة كافية لها. فقد ترك “الترابي”، برحيله فراغا كبيراً، بعد أن ظل لما يزيد من نصف قرن من الزمان فاعلاً رئيسياً في المشهد السياسي السوداني..  أحد الأسئلة وأولها، المتعلق بخلافته في الحزب، وجد إجابة في اختيار الشيخ إبراهيم السنوسي، ليحل محله في أمانة حزب المؤتمر الشعبي. وقد تم الأمر بما يشبه العجلة، وهو ما جعل منه موضوع تساؤل. وقد استضاف الأستاذ “الهندي عزالدين”، (على المنصة) بقناة الخضراء، الشيخ “إبراهيم السنوسي”، الأمين العام للمؤتمر الشعبي، وأجرى معه حوارًا تناول مجمل القضايا المرتبطة بمرحلة ما بعد “الترابي”، بما في ذلك خلافته في الحزب، والأيام الأخيرة للدكتور “الترابي”، ورؤيته لتطور الأوضاع في البلاد، خاصة فيما يتعلق بمشروع الحوار الوطني، وما يرتبط به، في نظر الكثيرين، جدل حول وحدة الإسلاميين في حزبي المؤتمر الوطني الحاكم ، والمؤتمر الشعبي المعارض، بعد سنوات من القطيعة. فيما يلي نص الحوار:–
{ شيخ “إبراهيم” لو بدأنا.. المؤتمر الشعبي من بعد رحيل الشيخ الراحل “الترابي” كيف يبدو المشهد من داخله الآن؟
ـــ هو فقد عظيم وفراغ كبير تركه الراحل الشيخ “حسن”، الحقيقة ليس داخل حزب المؤتمر الشعبي فقط ولكن داخل السودان، وشيخ “حسن” ترك فراغاً كبيراً بالعالم كله، وقطعاً لا شك بأنه مجدد القرن العشرين للإسلام، ولكن بعد هذا الفقد الكبير الآن تماسكت مؤسساتنا وانتظمت في كل أنحاء السودان ، وتعاهدنا أن نسير على دربه بالقيادة الجماعية والنقد البناء والحرية لكل من يريد أن يقول أي رأي في الحزب ،وفي خطه، وأن نكون مجدين في تداول المناصب التي فيه.
{ البعض كان يتخوف من أن موت الشيخ الكبير “حسن الترابي” يعني موت المؤتمر الشعبي؟
ـــ طبعاً هؤلاء لا يعرفون أن الأفكار لا تموت وإن مات الشخوص تظل الأفكار، ولنا مع حدث مع فارق المقارنة مع الرسول “صلى الله عليه وسلم” بعد انتقاله للرفيق الأعلى،  وكان الناس يزعمون من بعد ذلك، وكانت صدمة لهم وكانت فاجعة أن “جبريل” الذي كان ينزل إلى محمد “صلى الله عليه وسلم” قد انقطع الوحي وبالتالي سيكون ذلك فراغاً لا يمكن أن يسدوه، ولكن كان ما تركه محمد” صلى الله عليه وسلم”، كما قال (وهو الكتاب والسنّة)،  فلن  تضيعوا)،  وجاء من بعده “أبو بكر الصديق” فأكمل ما كان الرسول يعمله،  بل إن موت الرسول “صلى الله عليه وسلم”،  ولو كان  فاجعة كان خيراً، لأنو ثورة المبادئ ، وبعدها جاءت الفتوحات في عهد “أبو بكر” و”عمر” وهو ما كان يمكن لو أن الأفكار تموت،  والإسلام ينحسر، ولكن الإسلام انتشر بعد وفاة الرسول “صلى الله عليه وسلم”.
{ هل تتمثل مشهد الخليفة “أبو بكر الصديق” حينما قال لهم من كان يعبد محمداً فإن محمد قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت؟
ــ لأنو “أبو بكر” يعلم أن ما تركه محمد “صلى الله عليه وسلم” من قرآن لو ساروا عليه سيسود الدنيا، بل إن حركة الإخوان الإسلامية التي أنشأها “حسن البنا” نفسه رغم أنه اغتيل ظلت الحركة سائرة باقية،  رغم أن الدولة العميقة التي قامت من بعد ذلك ظلت قوية مستندة لدرجة أنهم حينما جاءت الثورة نالت (52%) من الأصوات في الانتخابات الديمقراطية، وجاء من بعد ذلك عهد “مرسي”.. والأفكار لا تموت بموت الأشخاص ، وإنما تبقي لا سيما أفكار كلام الله، تتغير الشخوص ولكن تبقى معاني القرآن وأنا لا خوف عندي، بالعكس أنا ما قلت مقارنة سابقة جاءت فتوحات العراق والشام للصحابة من بعد ، وغير ذلك.  نحن متوقع بعد انتقال شيخ “حسن” رحمه الله أن ليست هنالك فتوحات وأقطار، ولكن نأمل أن تنفتح علينا الفتوحات في أفكار تركها لنا في المنظومة الخالفة.
{ شيخ “إبراهيم” لو تحدثنا عن موضوع الخلافة للشيخ “الترابي” ألا ترى بأنكم تعجلتم في اختيار الأمين العام،  الذي هو أنت الآن ، في ذات الليلة التي توفي فيها شيخ “الترابي” ، وفي الثانية أو الثالثة صباحاً اجتمعتم،  وقررتم أن الشيخ “السنوسي” هو الأمين العام المكلف؟
ـــ أولاً هنالك أشياء حكمت هذا القرار أن في النظام الأساسي لدينا إذا استقال الأمين العام أو توفي، نائبه مباشرة يصبح أميناً عاماً مكلفاً حتى يأتي فيما بعد،  وهو الحقيقة ليس مكلفاً، ولكن يأتي فيما بعد الذي ينتخب، وبالتالي بالنسبة لنا ما كان في مشكلة إنو يأتي أي شخص، وقدرت الظروف أن الشيخ “عبد الله حسن أحمد ” كان مريضا وكانت أخته “ثريا” أيضاً مريضة ، وكان النائب “إبراهيم السنوسي” المتاح، وبالتالي جاءت تلقائياً ، أصبح أميناً عاماً، ولكن أنا كنت في المستشفى.  ولم أحضر الاجتماع فاجتمعت الأمانة واسترجعوا التاريخ بوفاة الرسول “صلى الله عليه وسلم” وأن الصحابة وقتها اجتمعوا فاسترجعوا التاريخ . وأن يطبقوا بأن اختاروا خليفة لـ”حسن الترابي” قبل أن يدفن، ونحن حركة نسترجع التاريخ.  ولو قلنا مثل هذا الذي قلت لقلنا إن الصحابة استعجلوا في اختيار “أبو بكر” بعد الرسول “صلى الله عليه وسلم”.
{ البعض تحدث وأنا طبعاً سألت هنا (على المنصة) الأستاذ “كمال عمر” عن أنه ربما هنالك استباق لعودة مساعد الأمين العام د. “علي الحاج”؟
ـــ كل زول يقول ما يريد، ولكن أفتكر ما سقته من سياق ليس كافياً وليس من هنالك استباق أنا و”علي الحاج” أفتكر إنو نحن بنتعارف منذ (55) وكنا نواباً للأمين العام وشوف، “علي الحاج” خارج السودان ، وكان ذلك بأمر أن يبقى في السودان حتى يكون لنا شخص في منصب الأمين العام المؤثر،  إذا حدث أي شيء ليس هنالك استباق.
{ وأنت لم تتخذ هذا القرار قلت إنك بالمستشفى ، إذا كان هنالك مثل هذا الاتهام يكون للآخرين ، الذين اختاروا ولو تحدثنا عن الأيام الأخيرة للشيخ “حسن الترابي” ، وكان واضحاً أنه يتحدث أنه يريد أن يرى السودان في نهاية مطاف الحوار الوطني سوداناً متعافياً ، قال هذه العبارة.. كيف تشرح لنا الواقع النفسي للدكتور “الترابي”،  وهو كان يعلم بنصيحة الأطباء وموقفه الصحي بعد زيارة قطر؟
ــــ أنا كنت أعرف تفاصيل كل حالته الصحية لما بيني وبينه.  وما كان يخفي عني شيئاً للمودة التي بيني وبينه، ولكن بدا منذ جاء من قطر بأنه سيغادر الحياة، كان يتحدث عن أن الإنسان يقضي أياماً ، وما كان يحس أن علته علة خطيرة لتجعله يستيئس من الحياة ، بالعكس حتى عندما اخبره الأخوة الأطباء المشرفون عليه قالوا له أن يسير بطاقة (30%) من القلب ، رغم ذلك كان يقوم بأعماله كلها،  ولابد من التحدث معه ليخفف من نشاطه.
{ بدا واضحاً أن الحزب والأسرة تكتمتم عن الحالة الصحية للشيخ الترابي أن قلبه يعمل (30%) نحن في الصحافة لم نكن نعرف هذه المعلومة ، أو تفاصيل هذه الحالة هو زعيم كبير في البلد حياته وموته تؤثر على مجريات الحياة السياسية؟
ـــ هو حقيقة مفاجأة،  وتحدثت معه عن تقليل نشاطه.
{ ألم ينصح الأطباء بإجراء عملية جراحية في أوروبا أو غيرها؟
ـــ ما كان ذلك ممكناً أو مقترحاً سواء أكان في قطر أو في السودان على أي حال هو كان يخطط، وبالتالي وضع كل ما يمكن أن يكون هادياً.
{ يريد أن تنتهي حياته السياسية في إنجاز هو الحوار الوطني؟
ـــ ليس إنهاء حياته السياسة، ولكنه يريد حتى إذا خرج من هذه الدنيا أن يترك ما يمكن أن يفيد المسلمين والسودانيين، لذلك بدأ يكتب ويمسح وبدأ يقول الكثير من الوصايا.
{ وبدأ يعفو؟
ـــ هو حتى العفو ، قبل ذلك حين عفا عن “بدر الدين”،  حين قال إننا بدأنا الحوار وينبغي أن لا نستصحب تلك المرارات الماضية، ولكن قلت أنا هو كان بهذه الصورة يعد ويكتب، ولعل آخر ما كتب، أنا كانت معه يوم (الجمعة) من أول اليوم إلى آخره،  وافترقنا على أساس سيكتب لنا ورقة الحرية، وساهر فيها وأصبح وانتهى الوقت وفارق الحياة.
{ الآن قائد المؤتمر الشعبي.. هل انتهت مرارات المفاصلة؟
ـــ قلت قبل أيام إن تصريح ما كان بيننا من مرارات سحابة صيف،  وعدت، وفي فرق بين أكون سياسياً وأن أكون ملتزماً بقيم القرآن وقيم القرآن بقولوا اعفوا واصفحوا، ونحن تلك المرارات التي كانت تجاوزناها، لو ما تجاوزناها لما كان نقدم على الحوار، وبحضور شيخ “حسن” قررنا نتجاوز وندخل الحوار،  لأنو الإنسان الذي يريد أن يعيش في مراراته وماضيه، لا يمكن أن يصل خاصة إذا كان الأمر يتعلق بالوطن، ولكن من أجل السودان ، ومن أجل قيم الإسلام التي تقول إن نتسامح ونصفح عن الناس،  وأنا بالنسبة لي صفحت وكل له قدر من المسامحة ،وقدر من احتمال ابتلاءات سياسة الحزب الآن بعد أن دخلنا الحوار، أن نتجاوز تلك المرارات.
{ يذكر للشيخ “إبراهيم السنوسي” أنه في فترة انضمام المؤتمر الشعبي لقوى الإجماع الوطني غالبه من اليسار الشيوعي والبعث وحركة حق ، أنه حينما كان في تيار الشعبي يتماهى يريد أن يتقارب أكثر كان “السنوسي” يجذب الحزب إلى عقيدته الأساسية؟
ـــ صحيح هو العمل السياسي تقدير إنو أنت تقدر المصلحة متى وتقدم عليه وكان تقديرنا أننا عندما دخلنا المعارضة كان هدفنا معهم إسقاط النظام ما في كلام،  ودخلنا في هذا السياق معهم وحين سرنا معهم بدأت بيننا وبينهم اختلافات ، إنو ماذا بعد إسقاط النظام الدستور الذي يمكن أن يحكم السودان من هنا بدأ الخلاف، أخوانا في المعارضة كانوا يريدون دستورياً علمانياً،  وبالتالي هنا جاء الخلاف المبدئي.
{ لا زلتم في المعارضة ولكن فترة التحالف أعتقد بأن فيها تنازلاً لو كان فكرياً أو روحياً ما بين عقيدتكم الأساسية كحزب ينطلق من الحركة الإسلامية إلى تحالف غالبه من العلمانيين أو اليساريين.. كيف تقدر هذه الفترة؟
ـــ هو يجمعنا هدف واحد إسقاط النظام، وكان نريد قيماً مشتركة بيننا بعد إسقاط النظام تكون في حرية وديمقراطية وفيدرالية في السودان وهذه المبادئ تجمع كل السودانيين،  يسارياً أو إسلامياً.
{ هل كنتم مطمئنين إليهم بأن لا تحدث تصفيات بعد إسقاط النظام؟
ـــ نحن لا نسيء الظن بهم، ولكن هذا ما كنا عاكفين عليه. دا في الظاهر، في الباطن أمر آخر. وبعد إسقاط النظام اختلفنا في دستور علماني ودستور إسلامي وبالتالي هو الخلاف، حينما صرحوا بهذا ما كان أن نبقى نحن حركة عقيدتها القرآن لا تفصل السياسة عن الدين  والاقتصاد عن السياسة، ولا كل قيم الحياة، وبالتالي الدين عن الدولة والسياسة عن الدين معناها فصل الحياة الدنيا عن الآخرة، ودي كانت خلافات مبدئية.
{ لو تحدثنا عن بدايات حركة هذا الحوار ربما بدأت اجتماعياً بلقاء بالرئيس “البشير” مع الزعيم الراحل “حسن الترابي” وكان بداية لقاء عاطفي ساخن بالمقابر ، عند وفاة الشيخ “يس عمر الإمام” ، وبعد ذلك توالت اللقاءات غير المعلومة ما بين الزعيمين “البشير” و”الترابي”.. هل صحيح عن بداية الحوار هكذا؟
ـــ هو الحقيقة لماذا يستغربون أن يلتقي “حسن الترابي” بـ”البشير”؟
{ لأن هنالك تنازعاً حاداً كان بينهما؟
ـــ كانوا في حركة واحدة الإنقاذ قامت 89 كانوا يعملون معاً.
{ ولكنه تحول بعد ذلك وبحديثك إلى إسقاط النظام؟
ـــ طيب بعد داك جاء حسن،  العالم كلوا ببدأ خلاف، وبجي حوار وكان في المعارضة يريد إسقاط النظام،  ورغم ذلك التقى بالرئيس واتفق معه اتفاقية التراضي وما الغرابة في ذلك؟!
{ هل هذا تأكيد للحديث عن أن وحدة الوطني والشعبي تحركها العاطفة بصورة أساسية؟
ـــ طبعاً لابد أن نقول إننا اختلفنا على مبادئ يا أخي العزيز، والمبادئ التي اختلفنا عليها كانت تتجلى في دستور 98 لما ورد فيه من أبواب وحقوق وواجبات ونظرية التوالي، وكان ذلك نموذجاً، تلك انبثقت منها الخلافات،  وآخر جلسنا بيننا وبينهم التي سبقت قرارات الرابع من رمضان، كنا جلسنا حول ثلاث قضايا القضية الأساسية حول صندوق دعم الولايات، وكان لنا فيه رأي ، وأنا قلت إنو إلغاء صندوق دعم الولايات أن تذهب الدعومات مباشرة للصندوق،  والتانية أن يكون هنالك رئيس وزراء ،والتالتة أن يكون الوالي بالانتخاب، وهذه آخر قضية اجتمعنا عليها،  وكان ذلك يوم (الخميس) ويوم (الأحد) جاءت القرارات.
{ شيخ “إبراهيم” الآن آفاق الحوار التلاقي ما بين الوطني والشعبي يمكن أن نتحدث عن المنظومة الخالفة أطلقها الشيخ الراحل قبل وفاته.. تحدث عن المنظومة الخالفة كثير من الناس لا يعرفون ما هي.. هل هي مشروع جديد لجبهة عريضة الإسلامية القومية كما كانت في الثمانينيات.. هل هو تلاقٍ ما بين الوطني والشعبي وأحزاب أخرى وطرق صوفية كما كانت الجبهة الإسلامية.. ماذا تعني المنظومة الخالفة، خاصة أننا علمنا أن الوثيقة الوحيدة بطرفك بعد وفاة الشيخ؟
ـــ صحيح الخلافات التي جاءت بعد الرابع من رمضان ، وقادت إلى التمزق الوطني وقاد فيما بعد إلى انفصال الجنوب وقيام كل التمردات وحركات حمل السلاح في المناطق الثلاث.. شيخ “حسن” رأي إنو لابد أن يعود السودان موحداً، وأهل السودان الذين اختلفوا وتحاربوا كان يريد أن يتوحد السودان، وأن يتجاوز الناس الخلافات ولابد نفسه أن يكون نموذجاً وأن يتسامح حتى يضع هو نموذجاً بالتالي بدأ بالتفكير بهذه المنظومة لأنو يريد منظومة تجمع أهل السودان جميعاً.
{ حزب كان؟
ـــ إنو هذه المنظومة هي لا تعني أن تكون حزباً، هي تعني أن تتكون جبهة عريضة تجمع أهل السودان جميعاً يبدأ من الدوائر الصغيرة من المسلمين الملتزمين إلى الإسلاميين عامة إلى رجالات الصوفية إلى الأحزاب، لأنو في الأحزاب الأحسن إسلاماً هو المؤتمر الشعبي ثم الوطنيين، وبالمناسبة “حسن الترابي” أحدث تحالف مع الإسلاميين عام 67 حين أقام ذلك التحالف الذي فيه الإخوان المسلمون وحزب الأمة وسانو الذي كان جنوبياً مسيحياً، وكون من قبل جبهة الميثاق الإسلامي التي كان سكرتيرها وبعدين جبهة الدستور الإسلامي التي كان سكرتيرها ثم بعد ذلك الجبهة الإسلامية القومية، تحالف أكبر، وكان فيه مسيحيون.

 

المجهر السياسي

تعليق واحد

  1. ربنا احدو خلاص فكونا من سيرتو … وانت الاخر متى ستغادر الحياة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟