الربط والحل
* معظم الذين يجلسون على كراسي الوزارات المهتمة بالثقافة والإعلام بالخرطوم والولايات لا يشعر الناس بهم لضعف التخطيط عندهم وغياب الرؤى الاستراتيجية وضيق الأفق الإداري؛ أو للزهد في العمل الناجم عن تعيينات الموازنات السياسية التي تأتي خصماً على المردود والعطاء، ومهما اختلفت الأسباب فالمحصلة النهائية أننا أصبحنا للأسف الشديد أمام نماذج حية لوزراء بلا عطاء، و(بالفعل يفتقد “وزراء الربط والحل” في الليالي الظلماء)..!
* شاخت معظم أصوات الفنانين الشباب؛ وأصاب الشرخ حناجرهم؛ وفقدوا القدرة على الغناء قبل أن يصلوا سن العطاء..!
* ظهور علامات الإعياء على حناجر الشباب أمر طبيعي طالما أن معظمهم بعيد عن تمارين الصوت، ويتعاطى كل ما يمكن أن يوثر على حباله الصوتية ويعصف به خارج المشهد الفني ويجعله نسياً منسيا..!
* نشفق على بعض الشباب (ضعاف) الحناجر من (مفتولي) العضلات وهم يؤدون أغنيات تجعلهم في حالة يرثى لها؛ بينما فنان مخضرم كابن البادية يغني بكل عذوبة ونضارة بحيوية تخطف الأسماع وتستحق الثناء والإشادة و(عينا باردة)..!
* الفنان الكبير صلاح ابن البادية يختلف عن أقرانه بقدرته على العطاء والتطريب والغناء، فبرغم تقدم سنوات عمره الا أنه يعيش شباباً دائماً وأوراق موهبته تخضر يوماً بعد الآخر وتكتسي جمالاً ونضاراً وتفتق، بينما صوته يزداد حلاوة ونداوة وتعتقا..!!
* من الصعب على شباب الفنانين منافسة ابن البادية في الغناء لأطول فترة زمنية ممكنة دون أن تظهر عليهم ملامح الفتور والإرهاق والإعياء.
* ابن البادية يعرف كيف يحافظ على صوته ويحرص على إجراء تمارين تمنح أوتار حنجرته الحيوية واللياقة والعافية، كما أنه بعيد تماماً عن تعاطي ما يؤثر سلباً على صوته، وتلك من الميزات المختلفة عنده وسر كلمة شبابه الدائم..!!
* إذا أردت معرفة معنى النبوغ الأدبي وعبقرية شعر العامية السودانية وعميق ارتباطه بالأرض والناس والمعاناة والهموم، ومقاسمة لُقمة الأفراح والآمال والأحلام مع الكادحين والغبش، فعليك بالرجوع لشعر حُميد فهي أصدق بيان وأعمق تبيان..!!
* كلما أستمع الى الفنان الشاب أسامة الشيخ – الشقيق الأصغر للمطرب المختفية عابدة الشيخ – وهو يردد أغنية (جمال ما عادي).. أسأل نفسي: يا ترى لماذا هاجر أسامة إلى أمريكا رغم أنه صاحب مشوار فني (غير عادي) في زمن امتلأت فيه الساحة الفنية بكل ما هو ردئ و(أقل من عادي)..؟؟
* أعترف تماماً أن معلوماتي وقراءاتي عن (علم الوراثة) متواضعة جداً، ولكن بالرغم من ذلك أقول: (إن كان الفن يُورث لما انحسرت الأضواء عن عز الدين نجل عميد الفن السوداني أحمد المصطفى لدرجة أنه منع الجميع من ترديد أغنيات والده.. إن كان الفن يُورث لما اختفى منتصر ابن سفير الغناء السوداني سيد خليفة بضعف سرعة ظهوره ولأضحى عبد الوهاب نجل فنان أفريقيا محمد وردي مطرب السودان الأول)..!!
* الفن لا يُورث… والموهبة ليست قرص أسبرين يبتلعه الواحد منا بين طرفة عين وانتباهتها فيصبح مبدعاً يُشار إليه بالبنان..!!
* من قال إن (رئيس جمهورية الحب) المرهف إسحق الحلنقي لم يكتب شعراً وطنياً؟.. صاحب (وحدتنا) و(المسؤولية)، كما أن الغناء للوطن ليس حصرياً على (المباشرة)..!
نفس أخير
* ولنردد خلف حلنقي:
أسمعوا مني الوصية.. نحنا لازم نبني نعمل
والعمل في حد ذاتو.. للي البيشعر مسؤولية
الكلام الداير أقولو..
علينا يا ثوار أمانة
الوطن نعمل لي عزّو.. والقيم نحفظ مكانها
ونُعلي رايات الحقيقة.. البحلو لينا نموت عشانا
ونقيف مع الأحرار نساند.. بي حياتنا وبي دمانا..!