تحقيقات وتقارير

بين إشراقة والدقير الاتحادي المسجل.. النزال لا يزال مستمراً

منذ أن تفجرت الخلافات السياسية داخل الحزب الاتحادي الديمقراطي المسجل ما بين الأمين العام للحزب د. جلال يوسف الدقير وما بين مساعدته إشراقة سيد محمود التي خرجت لتقود خطا مناوئا للدقير قالت إنها تروم به إصلاح الحزب وقيام مؤتمره العام الخطوة التي ساندها فيها عدد كبير من قيادات وعضوية الحزب مكونين ما اسموه مشروع الإصلاح والتغيير بالحزب الاتحادي الديمقراطي، غير أن الأشهر الماضية شهدت الكثير من المشاكسات التي ما إن تخبو حتى يعود بريقها إلى السطح من جديد، فالصراع السياسي بين الجانبين وصل حدا بعيدا لدرجة أن د. الدقير قام بفصل إشراقة والتي بدورها سارعت لإلغاء قرار الفصل عبر مسجل الأحزاب، واتهمت الدقير بعدد من الاتهامات خاصة فيما يتعلق بصرف أموال الحزب.. ولكن يبدو أن لعبة السياسة لم تنته عند ذلك الحد فقد عمد الدقير إلى تجريد إشراقة من قوتها الداعمة، فأعاد إلى حضن الحزب مسانديها بروفيسور علي عثمان وسوكارنو عبد الجليل، الأمر الذي ردت عليه إشراقة بالشروع في تدوين اتهام جنائي ضده بتزوير كشوفات أعضاء الحزب..

تزوير رسمي
رئيسة مشروع الإصلاح بالاتحادي المُسجل، إشراقة سيد محمود، عقدت مؤتمرا صحفيا بأرض المعسكرات بضاحية سوبا الأربعاء لتبين من خلاله أن الأمين العام للحزب د. جلال الدقير قد تلاعب في كشوفات عضوية الحزب وقام باستبدال وتزوير أسماء أعضاء اللجنة المركزية التي أوكل إليها تنفيذ مهام المؤتمر العام في 2003م، وأشارت إلى أن اللجنة دفعت بكشف مزور تم خلاله استبدال 166 عضوا من جملة 316 عضوا، لكن أمين أمانة الإعلام بالحزب الاتحادي محمد الشيخ محمود وقف بالمرصاد لحديث إشراقة وبين في حديثه لـ(الصيحة) أمس أن كل الاتهمامات التي ساقتها إشراقة مردودة عليها ولا يسندها أي أساس، مبينا أن اللجنة المركزية لا يكونها الأمين العام للحزب، ولكن يتم تكوينها من قبل الكليات الانتخابية، لافتا إلى أن اللجنة تم استبدال أعضائها بالفعل في العام 2003م، والعام 2004م، والعام 2006م، والعام 2009م، والعام 2013م مؤكدا أن الاستبدال يتم لدواع وفاة الأعضاء أو تغيير ولائهم الحزبي غير أنه أشار إلى أن الاستبدال يتم عبر الكليات الانتخابية للمناطق والولايات التي ترفع من تختاره للأمين العام ويعرضه على اللجنة المركزية التي توافق على الانضمام.

أجانب في كشف العضوية
إشراقة أكدت تحريكها بلاغات جنائية ضد الدقير بدعوى التزوير في أوراق رسمية، مشيرة إلى أن الكشف الذي قدمه الأمين العام للحزب د. جلال لمجلس شؤون الأحزاب استجابة لقرار المجلس بعقد المؤتمر العام للحزب في فترة أقصاها 3 أشهر من تاريخ صدور قرار المجلس الأخير بعقد المؤتمر عبر لجنته المركزية مشيرة إلى أن الكشف المزور ضم 27 شخصا توفاهم الله بالإضاقة إلى 21 عضوا من أبناء الجنوب كانوا أعضاء في الحزب قبل انفصال دولة جنوب السودان، غير أنهم لا يزالون موجودين بالكشوفات رغم أنهم أصبحوا مواطنين غير سودانيين، وشددت على أن العضوية تسقط مع استبدال اللون السياسي والموت، لكن بالمقابل يلفت أمين الإعلام بالحزب محمد الشيخ إلى أن إشراقة كانت شريكة في كل عمليات الاستبدال التي تمت من واقع وجودها في الخطوط القيادية بالحزب مستشهدا بالاتفاق الذي تم بين الحزب الاتحادي وبين مجموعة أحمد علي أبوبكر التي انسلخت من الاتحادي الأصل وانضمت إلى الحزب وتم تسكين عدد من عضويتها في اللجنة المركزية وتم تسكينهم بدل أعضاء خرجوا بعامل الوفاة أو تغيير اللون السياسي، وقال: “إشراقة كانت معانا وكانت جزءا أساسيا من هذا العمل وهو عمل يسنده القانون والشرعية والمؤسسية”، لافتا إلى أن إشراقة أن كانت تعترض على أمور الاستبدال هذا وتعتبره تزويرا فلماذا كانت تشارك فيه؟.

انحياز للاتحاديين
وإن كانت إشراقة قد قطعت بأنها لن تتنازل عن حقوق ومكتسبات الاتحاديين مؤكدة أنها ستقوم باستفسار وزير العدل عبر مذكرة عن عملية نقل المستشار القانوني بمجلس الأحزاب متهمة قيادات نافذة في الحزب الاتحادي الديمقراطي بتدبير نقله مع مسجل الأحزاب ليكون بعيدا لأنه عمل على إحقاق الحق، بيد أن محمد الشيخ دحض انحيازها لمكتسبات الاتحاديين وقال إن إشراقة كانت في اللجنة المركزية نفسها التي فصلت الشريف صديق الهندي عن الحزب في العام 2010م وكانت ترى ذلك صوابا، فكيف ترى الآن أن نقل مستشار تم داخل الخدمة المدنية تجنيا عليه لأنه اتحادي، قاطعا بأن ما تقوم به إشراقة من تحركات ما هو إلا انفعال زائد نتيجة انسلاخ القيادات عنها في المركز والولايات، بعد أن تكشفت لهم نواياها التخريبية للحزب.

استمرار الحرب
لا حد يمكن أن يتكهن بما ستسفر عنه الأيام المقبلة غير أن قيادة الحزب الاتحادي الآن تعمل على تعبئة مدافعها لشن هجمتها التالية خاصة وإن الحزب عقد اجتماعا انتهى فجر اليوم بالطبع لتعمل مخرجاته على قيادة هجمة نحو دفاعات إشراقة لتمتصها الأخيرة، ومن ثم تعاود الهجوم.. عموما فالمراقبون يرون أن الحرب ستظل مستمرة بين الجناحين كثيرا.

تقرير: محجوب عثمان
صحيفة الصيحة