خالد حسن كسلا : حقيقة الجنرال الإريتري .. المرحلة الأولية
> الانتربول يخطئ في توقيف بعد الأشخاص ..يظن أنهم المطلوبون ..ثم يطلق سراحهم لكي يعيد عملية البحث ..وهذا شائع وطبيعي ..فالموقوف يكون في مرحلة اتهام وتحقق ويعامل معاملة البريء حتى تثبت ادانته أمام المحكمة . > والجنرال الإريتري ميردا مدهاني إن كان قد قبض على شبيه له خطأ فإنه يكون في هذه المرحلة الأولية ..فالأمر عادي . > لكن بكل ضيق أفق فإن بعض الاطراف لم تكترث لارتكاب جرائم الاتجار بالبشر وضحاياها .. وقد لقي في حادثة اغراق مركب قرب جزيرة لامبيدوسا الايطالية 356 شخصاً مصرعهم بعد أن دخلت اموالهم في جيوب أو حسابات تجار البشر . > فهناك من يعارضون بشدة أي تعاون بين السودان والاتحاد الأوروبي في مجال مكافحة الهجرة غير الشرعية . > وهناك مجموعات ضغط في بعض الدول تجتهد صباح مساء في عرقلة التعاون بين السودان والاتحاد الأوروبي ..لأنه يعني أن للسودان المحاصر والمستهدف دوراً إقليميا ودولياً عظيماً في محاربة كل ما من شأنه أن يخلق اوضاعاً إنسانية كارثية . > بعد توقيف مدهاني المفترض واطلاق المعلومات بأنه الرجل الخطأ، فقد تم توقيف عدد من المشتبه بهم وعدد من المتورطين في جرائم الاتجار بالبشر في سوق الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا كانوا على صلة بمدهاني . > وهم سيستفاد منهم في ما إذا كان المقبوض عليه هو بالفعل المطلوب أم إنه الرجل الخطأ . > و تلك الاطراف إذا كان يهمها أمر مكافحة الاتجار بالبشر ومنع الهجرة المذلة غير الشرعية فالافضل أن تدخل هي متعاونة بما تملك لصالح التأكد من المطلوب الحقيقي . > لكن يبدو أنها تبحث عن كل ما يصور فشل السودان في القبض على المطلوب . > وللسودان انجازات سابقة مشابهة ..فقد تعاون مع الانتربول وهو عضو فيه وقبض على كارلس ..وقبض على أمينو صادق التابع لجماعة بوكو حرام ..والمتهم بأنه مدبر تفجيرات نيانيا . > وعضوية السودان في الانتربول هي التي تجعله متعاوناً في مثل هذه الأمور . > والمتهم في تقرير موقع وكالة الجريمة الوطنية البريطاني يحمل اسم ميراد ميضاني .. ويلقب بـ ( الجنرال . ) > وكانت صحيفة القارديان البريطانية قد نشرت بعد يومين من اعتقال المتهم بتهريب البشر ميضاني أن الاعتقال طال الرجل الخطأ غير المقصود . > و أن من اعتقل هو لاجئ ارتري بسيط لا علاقة له بتهريب البشر ..و لم تطأ قدماه أرض ليبيا حيث انشطة سوق الاتجار بالبشر . > هذا نشرته الغارديان في الوقت الذي من المفترض أن يحاكم فيه المتهم المعتقل ..فإما ثبتت عليه التهمة و إما اطلق سراحه . > فما دام إنه سيقدم إلى محاكمة ..سيجد الفرصة العدلية الكافية لتوضيح إنه برئ ..و أن القصود غيره . > و الغارديان كصحيفة من حقها أن تتابع ما وراء الاخبار و الاحداث ..لكنها هنا في هذه القضية تغفل شيئا مهما هو استنطاق السلطات الايطالية و البريطانية و السودانية حول ظروف اعتقال المتهم . > فقد ورد له اسمان و لقب .. و السلطات السودانية إذا كانت قد تحرت معه فلا يعقل ألا تصل إلى المعلومات الصحيحة عنه . > و إذا كان المطلوب الحقيقي يبلغ من العمر 35 عاما ..فإن الغارديان تقول بأن الرجل الخطأ في سن السابعة والعشرين . > و تقول أن الذي ارسل خطأ اسمه مدهني تيسفا مريم كيدين و اسمه الأول مهني نفس اسم المطلوب . > و هذه الشكوك حول هوية الموقوف بجريمة الاتجار بالبشر تعني أن تستمر جهود ايطاليا و بريطانيا و السودان في التأكد من المطلوب الحقيقي. :> لقد نشرت صورتا المطلوب الحقيقي و المزعوم إنه المعتقل خطأ ..و بالطبع فإن المحكمة الايطالية تستطيع أن تحدد هوية المعتقل من خلال الجلسات التي سيمثل فيها أمام المحكمة . > و المطلوب الحقيقي إن لم يكن هو هذا المسلم إلى السلطات الايطالية . . فإنه سوف يقع في قبضة السلطات السودانية إن كان مقيما في السودان . > و تقول التقارير أن المطلوب كان يضحك ساخرا في المكالمات الهاتفية و هو يتحدث عن إنه ملأ القارب بالمهاجرين غير الشرعيين و القارب يغرق في البحر فيموتون بعد أن يقبض الاموال . غدا نلتقي بإذن الله