جلال الدين محمد ابراهيم : فساد الطباعة (تباً لك.. يا يوهان غوتنبرغ)
قال أحدهم إن من الصعب اأن تقنع الذبابة بأن الزهور أجمل وأفضل من القمامة ,,, طيب ما اختلفنا ،، لكن القائل لهذا الحديث ينسى أو لا يعلم بأن كل شيء خلق لما تيسر له ،، بمعنى لو كل الذباب تحول إلى الزهور لن يجد النحل الرحيق فيها ,, فيضيع علينا صناعة العسل . والذباب في وجوده في القمامة يقوم بعملية معادلة ووزن البيئة وكلنا نعلم جيداً أن الله سبحان وتعالى لم يخلق شيئاً عبثاً .
لذلك كلمات مثل هذه الأقوال لا أعتبرها إلا مضيعة للزمن أن ينشرها البعض ليدعي الثقافة والمعرفة وهي أقوال ليست ( مأثورة ) ربما هي ( ماسورة )
ظللت أتابع مستوى نظافة الطباعة في الصحف فاكتشفت بأن بعض المطابع تجعل الصحف يفقدون قراء الصحف ويستعجلون التحول الفكري للصحافة الإليكترونية ,, بسب رداءة (ووساخة ) أسلوب الطباعة وبالتالي هم يحاربون أنفسهم بشكل أسرع لوضع نهاية للمادة المطبوعة ،، وكأنهم لا يعلمون بأن فساد الطباعة في الصحف سوف يقود لإحجام القارئ من شراء مادة ( متسخة ) ولا تحترم القارئ في نظافة الطباعة ,, ثم إحجام الصحف عن الطباعة يقود إلى قفل المطابع أبوابها هي عملية متسلسلة تقود في النهاية إلى ( طبز العين بيد صاحبها )
أكثر من عشرة أيام وأنا أشتكي من رداءة الطباعة على عمودي بظهور بقع بيضاء على وسط العمود تخرب المعنى وتخلط المعاني وتقود معنى العمود إلى الذهاب إلى التخمين والتنظير من القارئ الكريم ولذلك وصلتني أكثر الشكاوي عن ظهور بقع بيضاء في طباعة العمود بصحيفة التيار.
فاتصلت بالأخ عثمان ميرغني رئيس التحرير ليوضح لي الأسباب ,, ووعدني بالتقصي في الأمر ,, ثم عاد واتصل بي ليخبرني بالمفاجأة الكبرى المخزية بأنه تفاجأ باأن كل الصحف المطبوعة في ذات المطابع التي تتعامل معها التيار وفي نفس ذات الصفحة (14 ) بكل الصحف السودانية مصابة بنفس علة الحبر الأبيض الماسح للمادة المكتوبة وكأنها عملية أو شغل أو عمل مقصود بأسلوب الــ ( debugger ) أو كأنه شخص وضع مادة مزيلة أو مصحح (corrector ) في بؤرة ونقطة معينة لتحول المعاني في الحديث المطبوع إلى اتجاه آخر ويفسد المعنى المراد توضيحه .
لو كنا في بلد مثل إيطاليا أو بريطانيا أو أمريكا وتم طباعة صحف بالشكل غير المحترف الذي نشاهده بشكل ( خرمجة )وعكة كرفسة ورق ولخبطة ألوان زي الشغل بتاع بعض مطابع السودان دا كان تمت مطالبات بالملايين في المحاكم على المطابع .
إن رداءة وتخلف البعض في أنواع التكنلوجيا المستخدمة في الطباعة وتخلفها مع رداءة نوعية الأحبار والورق تشكل تكملة للعوامل التي تعجل بنهاية الصحافة المطبوعة وهروب القارئ إلى الوسائط الإليكترونية بات أمراً وشيكاً .
وتخيل تتعب و تكتب في فكرة ليأتي شخص لا يعرف معنى ما تعبت أنت من أجله ولا يقدر المجهود الذي تبذل ولأنه لا يهتم ولا يعرف لمن أنت ترسل رسالتك عبر ما تكتب ،، فتقع في يد مطبعة لا يهمها معنى الاحترافية ولا سمعة المطابع ولا علاقة له بكلمات مثل (التجويد + الاحترافية + والإبداع + احترام القارئ ) والبعض في بعض المطابع شغال معنا بأسلوب عبارة القذافي ،،،،،، ( من أنتم ) . لذلك نقول لهم ,,, ( تباً لك…. يا يوهان غوتنبرغ ) لو علم أنها تستخدم كذلك لما اخترعها .