أطبخ لزوجتك
كنت واحدا من الذين تفاءلوا خيرا بأن يكون برنامج (أطبخ لزوجتك) هو واحد من أكثر برامج رمضان متابعة وأكثرها جاذبية للمشاهدين ، وذلك لإعتبارات عدة ، وليس منها عودة جدية للشاشات السودانية بعد غياب طويل ، ولكن لأن البرنامج جديد في فكرته التي تقوم علي إستضافة زوجين من نجوم الفن والمجتمع والسياسة ويقوم فيها الزوج بالطبخ لزوجته ، وفي ذلك معاني كثيرة ومفاهيم جديدة غابت كثيرا عن معظم البيوت السودانية.
لكن المفاجأة أن البرنامج وحتي حلقته الثانية لم يقدم لنا نجوما بمعني (نجوم) أو أسماء قدمت لنا ما يشفع لها أن تمنح النجومية ، ولكن الظاهر أن النجومية لحقت بالكثير من المنح المجانية التي نمنحها لمن لا يستحقون مثل الدكتور (فلان) والدكتور (علان) و(الدكترة) بكل أنواعها بعيدة عنهم كل البعد ، ليأتي (أطبخ لزوجتك) و(يكمل الناقصة) ويمنح النجومية لبعض من هم أبعد ما يكونوا عن (النجوم) ، وإذا ظن القائمون علي البرنامج أن إطلالة جدية وحدها ستمنح (أطبخ لزوجتك) فهم مخطئون ، وإن كانت جدية تحسب أن إطلالتها بعد غياب وحدها قادرة علي جذب المشاهد فهي واهمة ، وخسارة والله أن تضيع فكرة جميلة مثل فكرة هذا البرنامج لخلل كبير في إختيار الضيوف ، (مثلا) كم هم الذين يعرفون حسن صبرة ، وهل ما زال صبرة يغني أم لا ، أنا شخصيا رغم متابعتي لتجربته الضعيفة قبل سنوات خلت ، خلته في عداد المهاجرين ، وأخذت وقتا طويلا حتي تذكرته ، أما القلع عبد الحفيظ فإننا لا ننكر أنه فنان ولكن بكل صراحة هو لم يقدم حتي اليوم أغنية واحدة ذات أثر في حياتنا ولن أبالغ أو أظلم الرجل إن قلت أن كثيرين لا يعرفون ماذا يغني ، وأن آخرين لا يعرفون إن كان فنان شعبي أم حديث أم غير ذلك ، وبقية بعض الضيوف فلن أذكر لهم إسما حتي لا يضحك القارئ ويظن أنني أتيت بها من خيالي أو كتبتها بالخطأ.
عموما ، برنامج (أطبخ لزوجتك) ليس هو البرنامج الوحيد الذي يقدم فكرة ويفشل في تنفيذها بالشكل المطلوب ، فهناك الكثير من البرامج التي تقدم في فضائياتنا بأفكار جميلة ولكنها تصطدم بعقبة التنفيذ الصحيح للفكرة ، وهي في كل الأحوال أفضل حالا من تلك البرامج التي لا تحمل فكرة ولا جديدا ولا تنفيذا ، فمثلا أي فكرة يحملها برنامج (وتر عربي) وبرنامج (ليالي دبي) ، وبرنامج (علي الضفة) في فضائية كسلا ؟ من يمتلك الإجابة عليه أن يخبرنا ، ونرجو ألا تكون الإجابة : (ليس السائل بأعلم من المسؤول).
خلاصة الشوف
من خلال الرصد للبرامج التي شغلونا بها قبل وبعد تصويرها ، إن كان في استديوهات داخلية أو خارج البلاد، نجد أن كثير من اسماء تلك البرامج تغالط اسماءها فكرتها ، وبعضها جانبه توصيل الكرة ، سواء أن كان في إختيار الضيوف أو طريقة التقديم ، وكله سنعود له بالتفصيل بمشيئة الله.