الفاتح الصباغ… المذيع الموهوب

من مواليد حي أبوروف بأم درمان في العام 1949م، التحق بالكتّاب ،وبعد الثانوي، ثم درس ببخت الرضا التي تخرج فيها معلماً للغة العربية، و بخت الرضا كانت معروفة بتخريجها للمعلمين الإعلاميينو
ارتباطه بالإذاعة كان في الستينيات من خلال فرقة السودان للتمثيل، وفي السبعينيات دخلها مذيعاً.

قدم للتلفزيون من الإذاعة في العام 1982م، وحينها كان الدخول إلى أروقة التلفزيون في غاية الصعوبة، وكان مديره آنذاك المهندس حسن عبدالرحمن، وبدأ العمل ضمن أسرة برنامج «جريدة المساء « وهو من ابتكارات وإشراف الأستاذ حمدي بدر الدين،ثم انتقل بعدها إلى قراءة الأخبار .
قرأ اول نشرة أخبار في العام 1982م برفقة الأستاذ الراحل أحمد سليمان ضو البيت والذي كان مدرسة قائمة بذاتها في فن الأداء، ومذيع لن يتكرر، والمعروف عن أحمد سليمان ضو البيت انه المذيع
الأكثر تميزاً وثقافة وحضوراً وأخلاقاً وقد استفاد منه الصباغ في المجال التقني، وفن التعامل مع الكاميرا، وقراءة الأخبار بشكل مختلف عن قراءته التي كانت بالإذاعة
وقد استفاد الصباغ من مزاملته
عددا من المذيعين الكبار والمميزين منهم
حمدي بدر الدين
عمر الجزلي
محمد طاهر
أبو بكر عوض
متوكل كمال
عرف الرجل باللطف والتعامل الطيب الكريم ، وكان موهوبا يعزف علي العود وذوصوت طروب لاعرفه إلا الخاصة.
تم إيقاف الصباغ عن العمل التلفزيوني من قبل إدارة التلفزيون في العام 2007م وكان القرار مجحفا وقد تم بشكل فيه نوع من عدم التقدير والاحترام لتاريخه الطويل، ودون كلمة شكر ؛ وهو الذي عمل بإخلاص وتفانٍ، فطيلة عمله في التلفزيون منذ العام 1982م وحتى تاريخ الإيقاف لم يأخذ إجازة، أو تغيب عن منصة الأخبار ،وهذا القرار جاء بدافع إتاحة الفرصة للمذيعين الجدد لمواصلة المسيرة .
كانت هناك مبادرة للعودة بعد القرار مباشرة من قبل الأستاذ إبراهيم الصديق، الذي كان وقتها مديراً للقناة الفضائية، ولكن فئة لم تكن ترغب في عودة ( الصباغ).
الأستاذ محمد حاتم سليمان المدير العام أبدى تعاطفاً كبيراً ورحب بفكرة عودته مجدداً للتلفزيون، أما الأستاذ إبراهيم الصديق فقد قاد مبادرة العودة للتلفزيون للمرة الثانية ، فتم تعيينه كرئيس للجنة اختيار المذيعين الجدد وفق تكليف من الأستاذ عبد الماجد هارون الذي كان في منتهى الوفاء ومدركاً تماماً لمقدرات وإمكانيات الناس.
توفي الصباغ بعد صراع طويل مع المرض مساء السبت 20 ديسمبر2014م رحمه الله رحمة واسعة

حيدر محمد علي
صحيفة آخر لحظة