فيما ينشغل جل السودانيين العاديين بغلاء المعيشة والتعليم والعلاج وانقطاع خدمات الكهرباء والماء، ويفكرون في تدبير نفقات العيدين والمدارس، يحتدم النقاش في المساجد حول حرمة الأغاني والمسلسلات

عاد الجدل مجددا إلى السطح حول كرة القدم النسائية التي انتعش الإقبال عليها وزادت ممارسة النساء لها. كرة القدم تعد رياضة جديدة بالنسبة للسودانيات، إلا أن مجموعة من الفرق تكونت مؤخرا وشاركت باسم البلاد في بطولات خارجية.
أغان ومسلسلات
السيرة انفتحت ثانية بعد الهجوم العنيف الذي شنه أئمة المساجد في الفترة الماضية ومطالبتهم بوقف تنظيم فرق كرة قدم نسائية ومنعها، خطيب وإمام مسجد الخرطوم الكبير الشيخ إسماعيل الحكيم دعا في خطبته يوم الجمعه الماضية وزارة الإعلام لإيقاف البرامج التي تتعارض مع معاني وقيم شهر رمضان المعظم، كما دعا الحكيم القائمين على أمر الفضائيات والاذاعات والصحف لوقف عرض تشجيع ما وصفه بـ(الغث والفساد والمواد الماجنة)، واستبدالها بما ينفع الناس خلال الشهر الكريم، وقال إنه بريء من ذلك وتابع: “كفانا أغاني وأغاني ومسلسلات وكفانا أفلاما وكل ما يدمر الأخلاق ويثبط الهمم.
وفي سياق آخر استنكر الحكيم مشاركة فريق كرة قدم نسائي من السودان فى دورة سيكافا وقال: “أعوذ بالله من غضب الله” ودعا الحكيم ولي أمر المسلمين بالبلاد لـ: “وقف هذا العبث الذي لا يشبه ديننا وأعراضنا” بحسب تعبيره، وأضاف: “فرغنا من كل شيء حتى نقدم النساء من أجل أن يكون لهن فريق لكرة القدم الرجالية من قبل دعاه العلم والثقافة؟”، وتساءل: “ما هي الفائدة التي تجنيها النساء من خلال كرة القدم، ويبدين الصدور والنحور والشعور أمام الفضائيات” بحسب وصفه.

الإجابة عن السؤال الأول
تقول ابتهاج حفظ الله، (لاعبه ممارسة لكرة القدم النسائية) إن كرة القدم ليست حكرا على الرجال، وتساءلت: هل هي حلال ام حرام للمرأة؟ وبعد الإجابة يمكن تحديد كيفية اللبس وأضافت: كل شيء فى البداية يكون صعبا وخاصة للنساء في كل المجالات، وقالت ابتهاج: أين المشكلة؟ أنا واحدة من النساء الممارسات وسجلت معي كل القنوات العربية ولما كانت تجربة ناجحة ومن حق السودان أن يكون له فريق كرة من النساء، الأمر بحسب وجهة نظري طبيعي وكل الدول من حولنا كونت فرقا نسائية وينبغي أن لا ننظر لها بهذا المنطق الضيق فالرياضة يمكن أن تنظم وتوضع لها لوائح للالتزام بالزي الساتر، وأضافت: نحن لان ستطيع ان نمنع الرجال من النظر إلى مفاتن النساء.

“مصعبين” الموضوع
ومن جانبها تقول ياسمين أحمد الصحفية المهتمة بقضايا المرأة وتغطية المناشط الرياضية المختلفة: كرة القدم رياضة عادية وما فيها أي حرمه وما عندها علاقة بالدين إلى أن يأتوا بدليل وغير ذلك يعتبر (كلام ساي)، الاتحاد الدولي يطالب الدول بأن تكون لديها فريق كرة من النساء والعالم كله تطور كثيرا ما عدا السودان لأنهم (مصعبين الموضوع) وأنا مع النساء فى كل شيء.
ومن جهتها تقول الأستاذة هنادي الصديق الصحفية المتابعة لأخبار المناشط والرياضات النسوية: لا يمكن أن نطبق جزءا من الشريعة ونترك الجزء الآخر الفساد حاصل في كل مرافق الدولة وفي المال العام وإهداره في السفر والنثريات، ومع ذلك فإن المستشفيات في حالة يرثى لها وتنعدم الادوية، لذلك ينبغي أن لا نتعامل بمبدأ الخيار والفقوس في توجيه النصح والنقد وعلى أئمة المساجد الالتزام بالخطب وأن يوجهوا نصائحهم إلى كل مواقع الخلل في الدولة وليس الرياضة النسوية لأن هذا شأن لا علاقه لهم به، وأستغرب جدا من دعوته واستعاذته من غضب الله بسبب الرياضة ألا ينبغي عليه ان يستعيذ بسبب انقطاع الكهرباء والمياه؟ ولكن بعض الأئمة لا يقولون شيئا في ذلك وعند حدوث تلك الأزمات يصمتون وكأن أمر الناس لا يهمهم.

الخرطوم – سارة المنا
صحيفة اليوم التالي