أفغانستان 2014
تصاعدت حدة التنافس في الانتخابات الرئاسية الافغانية مع الانطلاق الرسمي أمس الأول لحملات الدعاية الانتخابية، حيث يتنافس أحد عشر مرشحا لخلافة الرئيس الحالي حامد كرزاي الذي ظل يحكم أفغانستان منذ سقوط نظام طالبان في العام 2001، ولا يمكنه الترشح لولاية ثالثة، ولكن كرزاي خلف تركة ثقلية لمن يخلفه من المرشحين الحاليين، فالوضع الأمني غير مستقر، وبعد أكثر من عقد من الزمان على خروج طالبان من كابول لا تزال تتوعد بتعطيل الانتخابات، ما يشير إلى أنها تمتلك القدرات على شن المزيد من الفجيرات والهجمات التي تعكر صفو العملية الانتخابية التي تأتي في توقيت عصيب في أفغانستان في العام الذي ستغادر فيه القوات الدولية التابعة للناتو، بينما ترك كرزاي لخليفته أزمة الاتفاق الأمني مع واشنطون الذي رفض كرزاي التوقيع عليه وهو ما اشعل الحملات الانتخابية، حيث تصدر الخلاف بين كابول وواشنطن بشأن اتفاق على إبقاء قوة أميركية صغيرة بعد انسحاب القوات الأجنبية هذا العام شعارات الحملات الانتخابية.
بجانب احتمالات العنف المرافق للحملات الانتخابية وعملية الاقتراع والتهديد المباشر من قبل حركة طالبان والجدل حول مستقبل العلاقات بين واشنطون وكابل، تبدو هذه الانتخابات مغايرة عن الجولات السابقة، فالناخب الأفغاني ليس فقط امام مهة اختيار رئيس للمرحلة المقبلة بل اختيار شكل المرحلة القادمة والتي تعتبر مفصلية وحاسمة في تاريخ أفغانستان بعد انسحاب القوات الدولية بنهاية العام الحالي، وبالتالي البرامج والوعود الانتخابية الأكثر جاذبية هي التي ترتبط بكيفة ملء الفراغ الأمني بعد رحيل القوات الدولية والأهم السياسات والرؤى الجامعة والعاصمة للأفغان من السيناريوهات القاتمة التي تنتظر الأفغان بعد رحيل القوات الدولية ومن بينها نشوب حرب أهلية كما تشير الكثير من المراصد الصحفية والمراكز البحثية الغربية التي طفقت في إعداد سيناريوهات المرحلة المقبلة لأفغانستان بعد 13 عاما من سقوط نظام طالبان والبدء في تأسيس دولة مدنية حديثة.
ويري مراقبون أنه على عكس انتخابات العام 2009 التي كانت نتائجها محسومة سلفا لمصلحة كرزاي، لا تبدو نتائج هذه الانتخابات واضحة، ويرجح أن تنظم دورة ثانية لها في نهاية مايو. وبين المرشحين الأحد عشر يبدو المعارض عبدالله عبدالله، وزير الخارجية السابق الذي كان من رفاق سلاح القائد الراحل أحمد شاه مسعود الذي قاتل طالبان، الأوفر حظا للفوز بالانتخابات. وقد يثأر لنفسه من نتيجة انتخابات 2009 عندما انسحب من الدورة الثانية بدلا من التنافس مع كرزاي احتجاجا على عملية تزوير مكثفة. يتنافس أيضا في هذه الانتخابات أشرف غاني وزير المالية السابق، وقيوم كرزاي شقيق كرزاي الأكبر، وزلماي رسول وزير الخارجية السابق، وعبد الرسول سياف وهو زعيم حرب سابق مثير للجدل.
العالم الآن – صحيفة اليوم التالي