رأي ومقالات

فضيلة المعيني : زيجات الثورات العربية

يتردد في المجالس حديث قديم متجدد، حول مشكلة تأثرت بها بعض الأسر الإماراتية، تتمثل في ارتباط »شيابنا« بفتيات غير مواطنات، بمن فيهن فتيات من دول ما يسمى الربيع العربي، الأمر الذي ترتب عليه مشكلات أسرية وتفريق وتطليق بين أزواج، وخرجت زوجات كبار جدات لأحفاد من بيوتهن بسبب الفتيات اللائي ينشدن الإقامة في البلاد والسكن بحثاً عن استقرار يقابله هدم لأسر إماراتية.

رجال كبار في السن تجاوزوا الـ60 والـ70 عاماً، يقترنون بصغيرات لا يتجاوزن الـ17، ترفض المحكمة تزويجهن، فيحتالون على هذا الشرط بتكبير عمر الفتيات من خلال تغيير جوازات سفرهن بمعرفة سفارات بلادهن، زوجة أم لعدد كبير من الأبناء الكبار، طُلقت من زوج عاشت معه أكثر من 30 عاماً، جد مسن ترك أم أبنائه وخرج من البيت، تزوج فتاة في عمر حفيدته.

نتساءل أي أسرة سعيدة متماسكة، يتزوج فيها الجد ويترك بيته وعائلته جارياً وراء فتاة صغيرة، وأي أسرة سعيدة تقهر فيها الزوجة والأم في سن تكون أحوج ما تكون فيه إلى الراحة والاستقرار بين أبنائها وأحفادها.

حالة جديدة لم يعرفها مجتمعنا بدأت تظهر وتطفو على السطح تهدد أمن وراحة واستقرار الأسر، نتيجة زيجات غير متكافئة تحقق أهداف طرف واحد، وتهدم أسراً وتؤذي أطرافاً أخرى، وتنذر بمشكلات جديدة تتهدد الأسر الإماراتية وتشكل تحدياً لها، وتفرز جيلاً جديداً من الأطفال يولدون أو ربما يحيون في كنف أمهات بلا آباء.

فتيات كثيرات عصف ما يسمى بالربيع العربي ببلادهن وحياتهن واستقرارهن، وأخذ في طريقه ما أخذ، يأتين بتأشيرات زيارة وينتهي بهن الحال زوجات صغيرات لمسنين إماراتيين وغيرهم من المقيمين في الدولة.

بالطبع، لا شيء في زواج الفتيات الوافدات من دول أكلت فيها النيران الأخضر واليابس، ولا شيء أيضاً في تأمين حياتهن، ولكن لا بد من توافر عوامل وشروط تحقق الاستقرار للجميع، ولا تأتي مصلحة فوق مصلحة أخرى، أكثر من ذلك ينبغي الوقوف عند هذه الزيجات، فمن يعلم أنها ليست لأغراض أكثر من الاستقرار والزواج، خصوصاً وأن في قضايا الأمن التي تنظرها محكمة أمن الدولة الأدلة والبراهين على أن الوضع لم يعد آمناً.

 

البيان