هاني رحمة : حتى لا يصبح سانت جورج قورماهيا
.مع بداية الموسم الحالي وبعد معسكره الإعدادي بتونس عاد الهلال ولعب مباراة إعدادية امام قورماهيا الكيني ببور تسودان خلال احتفالات الولاية بمهرجان السياحة والتسوق خسرها الفريق بهدف بعد مباراة قوية من الطرفين أدي فيها الهلال بكل جدية واظهر فيها مدرب الفريق السابق كافالي إمكانياته الجيدة من خلال توظيفه للاعبين داخل الملعب وظهر الفريق بشكل ممتاز جدا كان يبشر بهلال يهز الجبال.
.ولكن هذه المباراة الإعدادية كانت بداية النهاية لمدرب الفريق كافالي وكذلك بداية انهيار الموسم الهلالي بأكمله كما شاهد الجميع ذلك والهلال يخرج من الدور الأول لدوري أبطال افريقيا ويسرح لاعبيه المحترفين وينهي موسمه حتى قبل نهايته ويخرج خالي الوفاض من الإبطال.
.هل تصدقون ان مباراة ودية وفي بداية الإعداد خسرها الفريق بهدف ورغم ان الفريق ظهر فيها بشكل منظم وتكتيك عالي, أنهت موسم الهلال تماما وإعادته الي نقطة الانطلاق من جديد؟لماذا ؟ لانه وبكل بساطة ان الهلال يدار بعقليات صحفيين مشجعين لا يمتون الي كرة القدم بصلة ولان من يدير الامور الفنية منقاد وراء هؤلاء الصحفين البعيدين كل البعد عن كرة القدم وخباياها وتقييماتها , فأطلق هؤلاء المتحكمين التقييمات وأنصت لهم المجلس فخرج الفريق من الدور الأول لدوري أبطال افريقيا الشئ الذي لم يحدث لأكثر من 7 سنوات فائتة.
.هاهو الهلال يعود اليوم الي نقطة قورماهيا وبنفس الظروف ,محترفين جدد وفترة إعدادية ومباراة ودية امام سانت جورج الإثيوبي , لذا هنا لابد من رسالة الي كل الاخوة الإعلاميين ان لا يحاول ان يصوروا الهلال وكأنه برشلونة لتاتي الجماهير فتشاهد الواقع الحقيقي للفريق وهي ممنية نفسها بفريق يستطيع ان يقهر كل أفريقيا محققا الحلم الذي طال انتظاره , علينا ان نكون واقعين وخصوصا الفريق قام استبدال كل محترفيه بمحترفين جدد وألان الفريق في بداية الإعداد ومدرب جديد علي الهلال وعلي الكرة السودانية والأجواء واللاعب السوداني
.لذا لابد من تركه يعمل بعيدا عن النفخ الإعلامي الفارغ والمضر , وحتي وان انتصر الفريق اليوم علي الإعلام الهلالي الحر التركيز فقط علي المستوي العام للفريق وعدم إطلاق الأحكام سلبا او إيجابا لانها في كلا الحالتين ستضر بالفريق .
.في كل الفرق والأندية الكبيرة يوجد محلل متخصص مهمته جمع المعلومات وتحليلها ووضعها امام خبراء متخصصين ومتمرسين في مجال كرة القدم وممن مارسها وكان له صولاته وجولاته في المستطيل الأخضر توضع امامهم هذه الارقام ليقوموا بتحليلها واخراج النتائج بناءا عليها ,اما عندنا في السودان الكل يقيم والكل يحلل والكل يطلق الاحكام علي الدربين واللاعبين وتجد في نهاية الامر ان من يقيم مدرب محترف صحفية كانت في بادئ الامر مذيعة منوعات لا علاقة لها بكرة القدم البتة وحتي انها لم تمارسها في حياتها كرة القدم ولكن عندما تطلق الاحكام اليوم علي المدربين واللاعبين المحترفين يخيل لك انها كانت تقود منتخب السودان النسائي.
.اتمني ان لا تؤثر نتيجة مباراة اليوم ايجابية كانت او سلبية علي الفريق وعلي الاعلام عدم اطلاق الاحكام الايجابية او السلبية علي مباراة ودية عمرها 90 دقيقة ,واقرب مثال علي عدم اطلاق الاحكام الجائرة التي اضرت بالفريق كانت في تجربة المحترف النيجيري قودوين الذي طاردته صافرات الاستهجان في بداياته مع الهلال و لم تظهر موهبته ولم يفيد الهلال فائدة حقيقية الا بعد سنتين او موسمين من قيده في الفريق ليصبح بعدها النجم الاول الي جانب مواطنه النيجيري كلاتشي لان المدرب ريكاردو وقتها صبر علي الثنائي النيجيري ولم يطلق عليهم الاحكام خلال سنتين , وكلاتشي الذي لعب للهلال ومنه للمريخ ثم الاهلي شندي ويتربع علي قائمة هدافي الدوري الممتاز اليوم لو لم يصبر عليه الهلال في ذلك الوقت لما كان كلاتشي 2007 ولما كان كلاتشي اليوم, وكلاتشي فقط كمثال وغيره كثيرين.
.في المجالس السابقة للهلال كانت الامور الفنية بالفريق توكل الي منهم اهل لها واليوم اصبح دائرة الكرة وبعثات الهلال للمباريات المهمة يقودها محمد عبد اللطيف هارون , في عهد الارباب كانت دائرة الكرة يقودها الاسد فوزي المرضي وعاطف النور وغيرهم ممن يملكون الخبرة في هذا المجال علي عكس اليوم لذا علينا ان نرضي بالواقع ونعيشه ونحاول اصلاحه ان كان ممكنا.
.في بداية موسم 2015 قام فريق نادي برشلونة بشراء اللاعب البرازيلي دوغلاس بيريرا من ساوباولو البرازيلي , وخلال موسمين كاملين لم يلعب دوغلاس هذا سوي ثمانية مباريات فقط و ولم يبدأ اساسيا الا في 3 مباريات من المباريات الثمانية هذه والخمسة مباريات المتبقية من مجموع الثمانية مباريات شارك فيها لدقائق معدودة ولم يكن بالمستوي وكان مستواه سلبي جدا ولا فائدة كبيرة منه بالفريق , ومع ذلك لم يتم الاستغناء عنه ولم يوصف بان كيسه فاضي واليوم هو لاعبا لبرشلونة وسيبدأ معهم الموسم الجديد والمدرب تحدث عن موهبته وانه لن يتم الاستغناء عنه فقط يحتاج الصبر حتي يظهر كل ما عنده ويجد مكانه في التشكيل الأساسي للفريق , الغريب في الأمر اننا لمن نسمع بصحفي اسباني طالب بالاستغناء عن اللاعب ولا اداري ولا حتي رئيس النادي والحديث الوحيد كان علي لسان المدير الفني للفريق , شفتي كيف يا فاطمة شاش.