ويبدلون مواقفهم كما يبدلون ملابسهم !!
{باغت السيدان الجليلان البروف “علي عثمان صالح” و”سوكارنو جمال الدين” ثالثتهم في مجموعة الإصلاح بالحزب الاتحادي الديمقراطي الأستاذة “إشراقة سيد محمود” ببيان أنكرا فيه صلتهما بهذا التيار، وهاجما من أصدروا البيان باسم الإصلاح، إذ أن القيادة شرعية ومنتخبة منذ العام 2003م !
{هل تتبدل المواقف في أحزاب الاتحاديين وبقية أحزابنا السودانية بمثل هذه السرعة، والانتقال الخاطف الذي لا تسبقه حيثيات ومقدمات ؟!
{قبل شهر ونيف، حضرت مؤتمراً صحفياً لتيار الإصلاح بالحزب الاتحادي بمكتب الأستاذة “إشراقة” بالخرطوم، ضمن كوكبة من الصحفيين، وقد أصررت على حضور المؤتمر الصحفي مع عدد من أعضاء هيئة تحرير (المجهر) بعد أن علمت بأن قيادات الإصلاح زاروا صحيفتنا قبل عقد المؤتمر فلم يجدونا، فلحقنا بهم في دارهم رداً للتحية بأحسن منها .
{وقد هالني أن البروف “علي عثمان” وعضو مجلس الولايات الأستاذ “سوكارنو” قد (انسحبا) من (مسيرة الإصلاح) الماضية قدما التي حدثونا عنها في ذلك المؤتمر، فإذا بهما اليوم يحدثاننا عن (القيادة الشرعية المنتخبة) !!
{غض النظر عن موقفي أو رأيي في خلاف الدكتور “الدقير” والسيدة “إشراقة”، فإنه من المؤسف والمحزن جداً أن يكون هذا هو حال ومآل القيادات السياسية في بلادنا .. حال “سوكارنو” والبروف المعلم بجامعة الخرطوم !!
{لماذا كانا يتحدثان قبل أسابيع قلائل بل قبل أيام، عن ضرورة الإصلاح والتغيير بالحزب، فينقلبان بين ليلة وضحاها، وكأن شيئاً لم يكن، لا جرايد نشرت، ولا ناس سمعت، ولا كلام اتقال .. فيتبدل الموقف وتصبح القيادة (شرعية ومنتخبة)، و”إشراقة” وإخوتها لا تمثل الإصلاح ولا يحق لها أن تمثله !!
{إذا كنتم تعولون على المقولة الذائغة بأن الشعب السوداني ضعيف الذاكرة، فهو تعويل مبني على افتراض غير صحيح، فقد تضعف ذاكرة الشعب السوداني، لكن قيمه وأخلاقه وكلمته (السيف) لا تضعف مهما تطاولت الأزمان، وتعرضت مجتمعاتنا لعوامل (التعرية).
{كنت أتوقع أن يلعب الرجلان دوراً في تقريب الشقة بين الطرفين الأساسيين في الخلاف “الدقير” و”إشراقة”، ويعملان على ترميم التصدع الذي أصاب جسم الحزب، لكن أن يباغتا (رفيقة إصلاحهم) بالأوبة لقيادة الحزب، دون تنسيق واستصحاب لكامل المجموعة وغالب التيار، ففي ذلك ما يدعو للقلق والأسف والتساؤل.
بالرغم من اختلافي مع اشراقة الا انها تظل أرجل بمائة مرة من هذين المهرجين !!
فعلا”, اللهم ارحمنا في ارذل العمر و جنبنا غلبة الدين و قهر الرجال