اسحق احمد فضل الله

الخطاب الآن

أستاذ
– لا نداهن.. لكن الخطاب الجديد هنا.. وهناك.. هو شهور.. والناس تصرخ: فساد
– وشهور والدولة تصرخ: لا فساد
– وأيام.. ووزارة العدل تقدم للبرلمان مائة وخمسين حالة فساد
– ما ظلت الدولة ترفضه إذن ليس هو (تهمة) الفساد..
– ما ظلت ترفضه هو (توقيت) الاتهام
– وأمس الأول الدولة.. وبعد شهور من حسم قضية الأقطان.. تفصل أحد الكبار.. لصلته بملف ألأقطان
– والدولة.. وبالاشارة هذه.. تقول أنها تتابع نبش الجذور!!
– بعض الخطاب الجديد هو هذا.. هنا
(2)
– وبعض الخطاب الجديد هذا.. هناك.. في العالم.. هو
– الغنوشي في تونس بعلن فصل حزب النهضة إلى (سياسي) و(دعوي)
– وأمس الأول برلمان تونس يميل إلى اجازة فقرة في الدستور تجعل الإساءة إلى رئيس الدولة جريمة.. عقوبتها كذا وكذا
– والاساءة إلى الله سبحانه وتعالى.. حرية رأي لا عقوبة عليها!!
– ونائب ضكران يظل يمشي ويجئ أمام النواب يشتم آباءهم.. ويعلن أن هذه الفقرة لن تجاز إلا على جثته
– والأيام الأخيرة هي أيام تركيا
– وتركيا “بالخطاب الجديد” كانت تقسم الحزب الإسلامي هناك إلى
– حزب سياسي
– وجماعة دعوية
– كان هذا منذ سنوات
– والإسلاميون هناك يفعلون هذا خطابا للشعب.. خطاباً جديداً
– فالناس.. المسلمين.. يخدعهم الغرب بأنه يحارب (حزباً سياسياً) حربه عمل مشروع (بينما هو في حقيقة الأمر يحارب الإسلام في ذاته)
– والأسلاميون في تركيا يجعلون الغرب يشهد عند المسلمين ضد نفسه إن هو ذهب يضرب الجماعة الدعوية
– والخطاب ينجح.. بذكاء رائع
– وما يجعل (حزب العدالة الإسلامي) في تركيا يكتسح كان هو الخطاب هذا
(3)
– وجلال البلال المخرج.. يرحمه الله.. يذهب إلى ربه الاسبوع الأسبق.. وأول التسعين.. مع جلال هذا.. كنا نحصل على جائزة عالمية للفيلم (المؤذن) الذي نكتبه نحن.. ويخرجه جلال
– وحكاية الفيلم هي حكاية الخطاب
– ففي الحكاية..أمير خرساني.. في منتصف الليل..كان يجادل أحد العلماء.. تمهيداً لإعدامه
– وفجاءة.. منتصف الليل.. الأمير يسمع مؤذناً يرفع الآذان
– والأمير يأمر جندياً بأن يذهب ويقطع رأس هذا الذي يهزأ بشعيرة الإسلام
– والعالِم يقاطع ليقول للأمير لا تقتله بل اسمع حجته قبل ذلك
– والقارئ الآن.. لا حجة لمن يؤذن منتصف الليل
– لكن المؤذن حين جاءوا به قال: أيها الأمير.. وجدت شاباً قوياً يحاول الإعتداء على فتاة ولما عجزت عن منعه.. فأنا شيخ ضعيف.. تذكرت أن الآذان يقول: حي على الفلاح
– ومن الفلاح إنقاذ المرأة هذه.. وهكذا رفعت الآذان والناس أنقذوها
– والحكاية حقيقية.. والأمير بعدها يقول للمؤذن: نعم أرفع الآذان.. كلما رأيت ظلماً.. أرفع الآذان كلما رأيت فساداً .. أرفع الآذان.. كلما.. كلما
– والجنود كلهم يطلق لهم أمر دائم بإتباع أوامر المؤذن هذا
– أيام الخطاب الهادئ..كنا نكتب هذا
– الآن الخطاب يختلف
– وحزب النهضة التونسي بما يفعل يستبدل خطابه.. سلاحاً جديدأ في الحرب.
– والعدالة في السودان تستبدل خطابها.. نظن.. سلاحاً جديداً في الحرب
– ونستخدم اسلوب الخليفة المأمون.. في الخطاب
– والمطبعة تجلعنا نوجز.. وان نحن استرسلنا طبعت حديثنا بحروف لا تقرأ
– ولهذا نتوقف