احلام مستغانمي
مقبرة الذاكرة !
ليس ثمّة موتى غير أولئك الذين نواريهم في مقبرة الذاكرة. إذًا يمكننا بالنسيان، أن نُشبع موتًا من شئنا من الأحياء، فنستيقظ ذات صباح ونقرّر ما عادوا هنا.
بإمكاننا أن نلفِّق لهم ميتة في كتاب، أن نخترع لهم وفاة داهمة بسكتةٍ قلميّة مباغتة كحادث سير، مفجعة كحادثة غرق، ولا يعنينا إن هم بقوا بعد ذلك أحياء. فنحن لا نريد موتهم، نريد جثث ذكراهم لنبكيها، كما نبكي الموتى. نحتاج أن نتخلَّص من أشيائهم، من هداياهم، من رسائلهم، من تشابك ذاكرتنا بهم. نحتاج على وجه السرعة أن نلبس حدادهم بعض الوقت، ثمَّ ننسى.
” عابر سرير ”