آدم محمد أحمد : إلى والي الخرطوم
سبعة كيلومترات هي المسافة الفاصلة بين إسكان الصفوة في أمدرمان وأبوسعد، والمسافة هذه ترفع عن الناس عبء قطع خمسة عشر كيلومترا إضافية في اتجاه الشمال. الأمر لمن لا يقف عنده ويشاهده كمن قالوا لك “أين أذنك اليمين فأشرت إليها بيدك الشمال من خلف رأسك”. هذا يعبر تماما عن موقع (الصفوة) الآن. الولاية مشكورة أنشأت شارع ربط المدينة بسوق ليبيا، وهذا جيد واستراتيجي، لكنه ليس عملياً بما فيه الكفاية، لأنه يبدو بعيداً جداً جداً، اسأل أي شخص زار منزله أو ذهب مرافقاً عبر ذاك الشارع القادم من هضبة (الصفيراء) مرورا بمحلية أمبدة، فسيقول لك سيدي الوالي أنا لن أذهب هناك ولا حاجة لي بهذا المنزل البتة، لماذا؟ لأنه شاهد بأم عينيه ولمس بجسده أهوال الرحلة، صحيح رغم تلك الصعاب ضغط أصحاب الحاجة و(الظروف) التي تتمثل في متاعب الإيجارات وسوء الحال والمنقلب، إلا أنهم للأمانة يلعنون كل دقيقة تجعلهم يسلكون ويقطعون تلك المسافة إلى مكان عملهم وبالعودة، سيدي والي الخرطوم الفريق ركن مهندس عبدالرحيم محمد حسين ندعوك إلى أن (تُغبِّر) إطارات سيارتك، وتزور تلك المدنية الجميلة شكلا والبعيدة مسافة، لتقف بنفسك على ما يشكو منه رعاياك.. أنا واثق إن فعلت ذلك ستفعل ما يطلبونه منك، وهو أن (تسفلت) لهم سبعة كيلومترات تربطهم بأبوسعد تقصيرا للمسافة، خاصة وأن شوارع العاصمة تضج بلافتات تعلن عن مؤتمر لتطوير الريف، ونعلم أن شعار مرحلتك هو (تطوير الريف)، ونعلم من قمت وستقوم به عبر محلياتك المنتشرة تحقيقاً لذلك الشعار، ولكن لا تنسي مطالب سكان (الصفوة) يقيني أن المنطقة تعاني من مشاكل في الصحة والمياه النظيفة، فالمدينة كلها على سعتها التي تضم نحو 16 ألف وحدة سكنية لا يوجد بها مركز صحي حكومي واحد، فقط هناك مركزان خاصان يفتقدان إلى الكثير من الخدمات، والذباب هذه الأيام يغزو المدينة بلا رحمة، صحيح الوحدة الإدارية ممثلة في مديرها فيصل سليمان قدمت ما تستطيعه لمكافحة الذباب، لكنه فيما يبدو فوق طاقتهم مما يحتاج تدخلاً مركزياً، هذا مقرون ببعد المسافة التي ذكرناها.. تخيل سيدي الوالي أن شخصاً من مواطنيك أصابته وعكة صحية عاجلة في منتصف الليل البهيم ولا يملك سيارة، فكيف سيصل إلى أقرب مستشفى حكومي في وسط أمدرمان؟ فقط ضع نفسك مكانه ووضح لنا كيف ستتصرف!! انقذوا الصفوة.