معاوية محمد علي : أمرك عجيب يا تلفزيون
يطالع القارئ الكريم في هذه الصفحة خبر شراء التلفزيون لمسلسل مصري جديد ليعرضه على مشاهديه في رمضان ، وهو خبر لا نظنه يفرح أحداً لأنه لا يعني بأي حال من الأحوال أن تلفزيوننا (الموقر) قد دخل بهذا المسلسل في دائرة التنافس الفضائي في رمضان ، لانه في الأصل لا يوجد تنافس ولا شيء اسمه التنافس ، فالتنافس الذي نعرفه ويعرفه الجميع أن الشهر الفضيل هو شهر لجني الحسنات وتنافس في الطاعات ، وبالتالي كان من باب أولي من تلفزيوننا الموقر أن يقدم الدرس لبقية الفضائيات في كيفية المنافسة علي البرامج والمسلسلات التي تعين الصائمين والصائمات علي الطاعات ، وليس إهدار الأموال وأوقات الصائمين بمسلسلات (لا تغني ولا تسمن من جوع) ، فبدلاً عن هذا المسلسل كنا نتمنى أن يقوم من قاموا إنابة عن التلفزيون بشراء هذا المسلسل أن يقوموا بإنتاج برامج دينية تفيد الناس ، وأن يقوم بالتجديد في الطريقة التي تقدم بها تلك البرامج حتي تكون بشكل يجذب المشاهدين ، لأن زمان الاستديو الذي لا يتجاوز منضدة وكرسي يجلس عليه الشيخ هو زمان قد إنتهي ، وكان أيضاً من الأجدى والأنفع أن تدفع تلك الأموال في إنتاج مسلسل سوداني يعالج قضية من قضايانا الاجتماعية التي هي (على قفا من يشيل) ، وفي ذلك تشجيع للدراما السودانية وتقليل من ضغط (العملة الحرة) التي تدفع لتلك المسلسلات (غير السودانية).
ثم ألا يعلم أهل التفزيون أن زمن التنافس على المسلسلات الجديدة قد انتهى بعد أن أصبحت قناة (زي ألوان) قبلة للباحثين عن المسلسلات.
إنه بلا شك فكر عقيم وبالٍ لن يضيف لتلفزيون السودان شيئاً وهو التلفزيون الذي كنا نرى فيه الحكمة وعدم مجاراة القنوات الفضائية فنجد عنده ما نحتاجه من مواد تلفزيونية تشبه رمضان، ولكنه أصابنا بالخذلان وهو يركب موجة (مسلسلات رمضان)
عفوا ، أعلم أن حديثي هذا لن يعجب الكثيرين مثلما سبقته من أحاديث في ذات الموضوع ، وصل فيها البعض حد السخرية منا ووصفنا بالرجعية ، مع أننا لم نقل غير الحقيقة التي تقول أن لنا إحدي عشر شهراً ، ألم تكفينا لنغني ونرقص ونشاهد المسلسلات ، ألم نجد غير هذا الشهر الواحد وهو أفضل الشهور ، وهو شهر القرآن والعبادة حتي نحوله إلى (أغاني وأغاني) وبرامج ومسلسلات بلا معاني.