تعددت الأسباب و……… واحد !
تعددت الأسباب والموت واحد .. جملة صادمة .. مهما كانت الأسباب فإن الموت واحد وحتما كلا منا سيلاقي مصيره الذي كتبه الله – عز وجل – له ..
يقول الله تعالى في سورة آل عمران (آية :185): {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ۗ … }، هذه هي الحقيقة التي نغفل عنها، والتي لابد أن نضعها نصب أعيننا في كل لحظة، وقبل كل تصرف، أو فعل أو قول..
نتابع منذ عدة أيام بكل حزن وآسى حادثة سقوط طائرة مصر للطيران في مياه البحر المتوسط خلال رحلتها التي كانت في طريقها من مطار شارل ديجول – رحلة رقم “إم إس 804” – إلى القاهرة يوم الخميس الماضي، وكانت الطائرة قد اختفت عن الرادار بعد دخولها المجال الجوي المصري، وعلى متنها 56 راكبا و10 من أفراد طاقم الطائرة .
الله وحده هو علام الغيوب، وهو عالم بحال كل نفس، يقول المولى – عز وجل – في سورة لقمان (آية: 34): { إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ ۖ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا ۖ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}..
ويقول – جلا وعلا – أيضا في سورة البقرة (آية: 156): { الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ}.
ولا نملك إلا أن ندعو الله مخلصين أن يتقبل الضحايا عنده من الشهداء وأن ينزل سكينته وصبره على أهلهم وذويهم..
وندعو الله قائلين: (اللهم يا حنان يا منان يا واسع الغفران أغفر له (أو لها) وارحمه وعافه، وأعف عنه وأكرم نزله، ووسع مدخله، وأغسله بالماء والثلج والبرد، ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم أبدله دارا خيرا من داره، وأهلا خيرا من أهله، وزوجا خيرا من زوجه، وأدخله الجنة، وأعذه من عذاب القبر ومن عذاب النار، اللهم عامله بما أنت أهله ولا تعامله بما هو أهله، اللهم أجزه عن الإحسان إحسانا وعن الإساءة عفوا وغفرانا).
(اللهم إن كان محسنا، فزد في حسناته وإن كان مسيئا فتجاوز عن سيئاته يارب العالمين، اللهم آنسه في وحدته وآنسه في وحشته وآنسه في غربته، اللهم أنزله منازل الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، اللهم اجعل قبره روضة من رياض الجنة ولاتجعله حفرة من حفر النار، اللهم أفسح له في قبره مد بصره، وافرش قبره من فراش الجنة، اللهم أعذه من عذاب القبر، وجاف الأرض عن جنبيه، اللهم انقله من مواطن الدود، وضيق اللحود إلى جنات الخلود، {في سدر مخضود وطلح منضود وظل ممدود وماء مسكوب وفاكهة كثيرة لا مقطوعة ولا ممنوعة وفرش مرفوعة} .
(اللهم يمن كتابه ويسر حسابه وثقل بالحسنات ميزانه وثبت على الصراط أقدامه وأسكنه في أعلى الجنات في جوار نبيك ومصطفاك سيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم – ، اللهم آمنه من فزع يوم القيامة ومن هول يوم القيامة واجعل نفسه آمنة مطمئنة ولقنه حجته، اللهم اجعل عن يمينه نورا وعن شماله نورا ومن فوقه نورا ومن تحته نورا حتى تبعثه آمنا مطمئنا في نور من نورك، اللهم انظر إليه نظرة رضا فإن من تنظر إليه نظرة رضا لا تعذبه أبدا).
(اللهم احشره في زمرة المقربين وبشره بروح وريحان وجنة نعيم، اللهم احشره مع أصحاب اليمين واجعل تحيته سلام لك من أصحاب اليمين، اللهم شفع فيه نبيك ومصطفاك واحشره تحت لوائه واسقه من يده الشريفة شربة هنيئة لا يظمأ بعدها أبدا، اللهم بشره بقولك {كلوا واشربوا هنيئا بما أسلفتم في الأيام الخالية}، اللهم ارزقه بكل حرف من القرآن حلاوة وبكل كلمة كرامة وبكل آية سعادة وبكل سورة سلامة وبكل جزء جزاء، اللهم أسكنه فسيح الجنان واغفر له يارحمن، اللهم اغفر وارحم وتجاوز عما تعلم فإنك أنت الأعز الأكرم، اللهم اجعله في بطن القبر مطمئنا وعند قيام الأشهاد آمنا وبجود رضوانك واثقا وإلى أعلى علو درجاتك سابقا، اللهم قه السيئات { ومن تق السيئات يومئذ فقد رحمته}، اللهم اغفر له في المهديين واخلفه في عقبه من الغابرين واغفر لنا وله يارب العالمين وأفسح له في قبره ونور له فيه… آمين).
مصراوي