الدقير وإشراقة … مرحلة إبراز العضلات
خطورة الخلافات التي ضربت جسد الحزب الاتحادي المسجل بين الدقير وإشراقة تكمن في أن الصراع بين التيارين صراع أفيال، تتضرر منه قواعد الحزب العريق التي تلقت صفعات موجعة منذ العام 1953، مروراً بفترات الحكم العسكري الثلاث، ولا زالت جماهير حزب الحركة الوطنية يداس عليها كما تدوس الأفيال على الحشائش داخل الغابة .
أياد خفية
على نحو مفاجيء اندلعت خلافات خطيرة بين الطرفين وصلت إلى حد الدفع بمذكرة لمجلس الأحزاب من مجموعة إشراقة تطالب بقيام المؤتمر العام ومراجعة الملف المالي للحزب، لكن لم يُعرف لهذا الخلاف أي أصل، ولم تكن هنالك خلافات قد نشبت بين الطرفين من قبل كما يحدث في التيارات الاتحادية الأخرى، وعلى العكس من ذلك فإن عبارة مشهودة لإشراقة حسب رواية مقربين من الأمين العام أيام وفاة الشريف زين العابدين الهندي، حيث اعتبرت إشراقة الدقير خليفة للهندي، ما يعني أن العلاقة بينهما كانت على ما يرام، لكن فيما يبدو أن أياد خفية ظلت تعبث بهذه العلاقة، حتى تمكنت من دق أسفين فرقت بين الطرفين..
الأيادي نفسها حسب مصادر داخل الحزب ظلت تصب مزيداً من الزيت على نار الخلافات وتحارب بالوكالة عن آخرين، حتى وصل الخلاف بين الجانبين إلى مرحلة فشلت معها كل الوساطات لأعادة الأمور إلى نصابها الطبيعي .
قتال بالوكالة
الأزمة التي فجرتها إشراقة في وسائل الإعلام قبل ثلاثة أشهر، عندما دفعت بمذكرة لمجلس الأحزاب حوت بعض المطالب، وجد فيها البعض ضآلتهم وركبوا موجة الخلاف، ولم يطلبوا حتى من الأمين العام أن يقاتلوا معه، بل كانوا أشد فجوراً في الخصومة من الدقير نفسه، ولسان حالهم يردد إننا قبلك مقاتلون، ويبدو واضحاً أن بعضهم مغبون للدرجة التي وصلت فيها تصريحاتهم لمرحلة اللامعقول حسبما ذكر القيادي بتيار الإصلاح خالد الفحل، ويرى الفحل أن الحديث عن اقتحام إشراقة لمقر الأمانة العامة وتهشيم الأبواب وكسر الأقفال الموصدة بإحكام، حديث لا يسنده منطق ، إذ لا يعقل لامرأة أن تقوم بكل تلك الأفعال لوحدها، دونما أن تطلب مساعدة من أحد .
ويضيف الفحل أن بعضاً من ذوي الخيالات الواسعة أطلق العنان لخياله واختلق قصة من صنع عبقريته، حتى يبررللقواعد جلب الشرطة إلى مقر الأمانة العامة .
تهشيم الأبواب
لكن فيما يبدو أن مجموعة إشراقة الغاضبة اقتحمت الدار ودخلت عنوة دون أن تستأذن أحد بعد مغادرة الموظفين ونهاية الدوام، وبعد أن رفض ـمين الدار(هارون ) أن يفتح لهم الأبواب المغلقة قامت المجموعة بكسر الأقفال حسبما روى مسؤول دائرة الصحافة بالحزب سفيان أحمد وقال سفيان لـ(آخر لحظة) إن المجموعة عاثت في الأمانة العامة خراباً، وامتدت أياديهم إلى تهشيم ثلاثة أبواب، في غياب الموظفين، ولفت إلى أن إشراقة ومجموعتها دخلت الدار بعد قرارات مجلس الأحزاب ثلاث مرات، ولم يعترضهم أحد رغم تصرفاتهم الاستفزازية، إلا أن كل العاملين بالأمانة تعاموا معهم بحكمة وضبط نفس تنفيذاً لتوجيهات القيادة العليا بعدم الاحتكاك .
طريق القضاء
المواجهة بين الطرفين في طريقها إلى منضدة القضاء، حيث قامت مجموعة الدقير أمس بتدوين بلاغات في مواجهة إشراقة، وبعضاً من مناصريها، وحسب تعميم صحفي من الناطق الرسمي باسم الحزب محمد الشيخ فإن الحزب دون بلاغاً بالرقم 374 بقسم الرياض في مواجهة إشراقة والناطق باسم مجموعتها خالد الفحل، يتعلق بتهمة التعدي على الأمانة العامة للحزب، ثم قام المستشار القانوني للحزب محمد طيب عابدين بتحريك إجراءات جنائية وفتح بلاغ في مواجهة خالد الفحل يتعلق بالتهديد بالقتل تحت المادة 144 بالرقم 1506.
وفي المقابل شرعت مجموعة إشراقة سيد محمود في مواجهة جلال الدقير ومحمد الطيب عابدين تتعلق بالاساءة وتضليل العدالة، والدفع بشكوى لدى منضدة مجلس الأحزاب، وبحسب رواية الناطق الرسمي باسم مجموعة التغيير والإصلاح خالد الفحل لـ(آخر لحظة) فإن المجموعة شرعت في إعداد عريضة وقع عليها أكثر من ثلاثين قيادياً اتحادياً توطئة لايداعها النيابة، لتدوين بلاغات في مواجهة جلال الدقير ومستشار الحزب القانوني وإيداع مذكرة أخرى منضدة مجلس الأحزاب لإحاطته علماً بأن الامين العام للحزب ظل ومنذ صدور قرار المجلس في حالة تحدي ومع سبق الإصرار والترصد لقرار المجلس، ويقوم بمضايقات قيادات المجموعة وتحريض أحزاب الولايات بخطابات رسمية صادرة من مكتبه بعدم التعامل مع المجموعة، رغم اعتراف المجلس بشرعية القيادات ورفض قرارات الفصل الصادرة منه.
اخر لحظة