عبد المنعم مختار : ملتقى القرآن
آنست في الحي ناراً .. يوماً فبشرت أهلي
لست أدري لماذا تقفز إلى ذهني أبيات النابلسي وأنا أدلف إلى القاعة الكبيرة بمعسكر العيلفون ربما ارتباط القرآن بنار التقابة ولمعة الاشراق تبدو في الوجوه النيرة مثل قطع الصباح المستمدة من نور السناءات أو قرآن الفجر .. وقد صارت جمعية القرآن الكريم موسى زمانها وفقاً لتراتيب الشاعر المتصوف إذا كانت الملتقيات تقام لتكريس القيم الجمالية النبيلة فالقرآن أولى.. وإذا كانت الورش تدار للوصول لصيغة الفضيلة فالقرآن أحق بها.
كان يوماً حافلاً بالعطاء والعربة تنهب المسافات إلى معسكر العيلفون بسوبا شرق المكان يرسم هالات أعمق لتبيان أن عزم القوم لتعلية قيم القرآن .. وقد لاحظنا ذلك وجمعية القرآن الكريم تطلق مبادرتها في هذا الشأن وقد تابعنا ذلك عبرمسابقة الخرطوم الدولية لحفظ القرآن في نسختها السابعة لصناعة جيل قرآني يستشرف المستقبل وهو يتزود بسلاح القرآن الكريم لمجابهة التحديات والعقبات التي يزرعها الغرب (كفخ) لزعزعة الشعوب الإسلامية وجرها إلى هوامش الثقافات (الهشة) التي تدار بسيناريو (الغيبوبة) الفكرية وهدم كل القيم الإسلامية ولم يدر هؤلاء أن سورة يس والمثاني السبع كفيلة بوضع ترسانة ربانية تتقاصر دونها الباترويت ومضادات التقنية الحديثة.
جمعية القرآن الكريم بالسودان أنشئت لتعليم القرآن وتيسير سبل تعليمه وشعارها (معاً لربط الأمة بالقرآن الكريم) وهذا الملتقى أحد المكونات الأساسية فهو يجمع كل القادة على كافة مستوياتهم في صعيد واحد قادة الولايات المنوط بهم الحفاظ على تلك النار المشتعلة نار القرآن الكريم سواء كان بالخلاوي أو المدارس أو حتى المعسكرات مع قادة العمل القيادي والسياسي وعلى رأسهم الرئيس البشير .. والفريق أول ركن بكري حسن صالح النائب الأول لرئيس الجمهورية وهو يخاطب اليوم ختام هذا الملتقى القرآني .. وأحسب أن ماسبق هذا الملتقى الختامي من تحضيرات ولقاءات وورش وتدريب كفيل برفع سقف الطموح إلى أعلى لبلوغ غايات النجاح .. وكيف لا يأتي النجاح والقرآن هو الأساس والمكون الرئيس .. كيف لا يأتي النجاح وأكثر من ثلاثمائة وعشرين قيادي يضعون رهان أن يكون (القرآن) هو مدونة المعلومات وبرمجة البرمجيات وإن شئت قل تقنية التقنيات .. فهو يعلو ولا يعُلى عليه .. وإذا كان سيدنا عمر الفاروق رضي الله عنه كتب إلى أمراء الأجناد أن أرفعوا إلى كل من حمل القرآن حتى الحقهم في الشرف من العطاء وأرسلهم إلى الآفاق يعلمون الناس .. فحري بنا أن نمنح هؤلاء أوسمة الشرف وأوسكار التميز ونطلقهم في الأمصار يعلمون الناس القرآن .. ويغرسون حلاوة القرآن وطلاوته.
جلست في المقاعد الخلفية لا تقرب كم تساوي مساحة السمت والأدب .. فلم تسعفني الأرقام والأصفار .. وظللت أنا مثل حليف الذنب (مرهون) الخطايا لا تداري حسرتي الفواصل العشرية وأنا عاجز إلا أن أكون (متفرجاً) فقط فالجلاليب البيضاء والعمائم والوجوه الباسمة المغسولة بوهج القرآن تعكس ذلك التحدي الكبير الذي يعلنه هذا الملتقى القرآني .. وبلاشك ستخرج التوصيات وهي تعمق جذوة القرآن في النفوس .. وتعلي من قيم الجمال في سوداننا الحبيب.