داهية تاخد الحشرات والبيئة
يقولون إن الكرة الأرضية تتعرض للتسخين بوتيرة سريعة، بمعنى أن درجات الحرارة ستظل ترتفع على مدى السنوات القادمة مما يهدد نحو مليون نوع من الكائنات الحية بالانقراض، ومعظم -إن لم يكن جميع تلك الكائنات- من الحشرات الصغيرة، وقد بدأت جماعات حماية البيئة سلفا في إقامة سرادقات العزاء لتلك الحشرات، وإصدار المناشدات لحشد الجهود لحماية ما يتبقى منها، وبصراحة فإنني لا أفهم لماذا يحزن شخص عاقل على انقراض حشرة، مع أننا جميعا لا نتردد في قتل أي حشرة تعترض أو لا تعترض طريقنا! فكل ما في الأمر هو أن الخواجات قوم بارعون في كل شيء، ويقتلون الشخص ويمشون في جنازته، فقد ابتكروا القرصنة وتجارة الرقيق، ثم استعمروا بلدان العالم بحجة محاربة القرصنة وتجارة الرقيق، واستعبدوا الشعوب وقتلوا الملايين من طلاب الاستقلال من الاستعمار، ثم صاروا الأجهر صوتا في مجال المناداة بحق الانسان والشعوب في الاختيار الحرّ لمصيره، وكل شيء يضرّ بالبيئة خرج من رحم أوروبا أو مؤخرة أمريكا: الدخان والغبار والإشعاعات والمواد الكيميائية وليدي غاغا، ومايكل جاكسون!!
أبناء قراد الخنزير يبكون على الحشرات ويصدرون إلى كل دول العالم مبيدات الحشرات التي يؤدي استخدامها إلى إبادة البشر، لأنها تتلف الرئة وتسمم الدم، وكتبت من قبل هنا في «أخبار الخليج» عن كيف أنهم جندوا منذ سنوات المذيع الركيك السمج سامي حداد ليبلغنا بأن «سوبر ريد» ذا القوة الثلاثية يبيد الحشرات من بخة واحدة، وذلك على مدى عدة سنوات عبر شاشات التلفزيون، ويقال إن شعر سامي حداد تحول إلى أبيض بالكامل بسبب القوة الثلاثية لسوبر ريد، مما أكسبه اسم «سامي أوكسيد الكربون» على يد كاتب صحفي بحريني (ليسامحني فقد سقط اسمه من الذاكرة بسبب المبيدات الأمريكية)! على كل حال لا يهمني شخصيا أن تختفي جميع الحشرات من وجه الأرض، بل سيسعدني ذلك نكاية بالغربيين، الذين شكلوا نحو خمسة آلاف جمعية لحماية أجناس مختلفة من الحشرات والطيور والحيوانات، بينما لديهم خمس جمعيات فقط تتحدث على استحياء عن ضرورة توفير الحماية للفلسطينيين. داهية تأخذ الحشرات والحشريين الذين يحشرون أنوفهم في شؤونها! وأهيب بالقراء أن يضاعفوا جهودهم لقتل أكبر عدد ممكن من العناكب والصراصير باستخدام الشباشب والبراطيش والكبريت، وإذا احتج الغربيون، نتوقف عن قتلها ونكرس الجهود للقبض عليها وإرسالها إلى أوروبا وأمريكا كي تنعم بالحماية، ومن جانبي أتعهد بأن أصدر الى بلاد الخواجات نحو مليون بعوضة سودانية حسنة التغذية يوميا على نفقتي الخاصة، وفي ذلك خدمة للبشرية لأن الخواجات لن ينتجوا عقارا ناجعا لعلاج الملاريا أو الوقاية منها ما لم ينشر البعوض ذلك المرض في بلدانهم. (هل تصدق أن ابناء الذين هؤلاء توصلوا الى وسيلة تجعل أثى البعوض عاقرا، مما يعجل بانقراضه، وبالتالي التخلص من الملاريا نهائيا -أنثى البعوض وليس الذكر هي التي تسبب البلاوي- حسبي الله عليهن – ثم تباكى من يسمون أنفسهم أصدقاء البيئة: حرام ينقرض البعوض كله!! يا أولاد ال…. هل حلال أن ينقرض ملايين البشر سنويا بالملاريا؟) ولحسن الحظ فإن الدول العربية في طليعة الدول المنتجة للذباب وبإمكانها تفادي تهمة ممارسة الإرهاب البيئي بقتل الذباب، بتصدير الفائض منه – ويقدر بنحو مليار تريليون في اليوم – إلى أوروبا وأمريكا، فمتوسط دخل الفرد من الذباب في بعض الدول العربية نحو 837 ألف ذبابة في السنة، ولا داعي للأنانية والتكويش، ومن الخير لنا وللذباب أن نهديه إلى الدول الغربية الأطلسية كي ينعم بالحماية هناك، بل أقترح على الدول الخليجية أن تهدي أوروبا الفائض من الكبسة والذي يبلغ يوميا نحو 23 ألف طن لتعيش عليها الحشرات هناك، بدلا من الإلقاء بها في الشوارع!… وإذا دخلنا مجال تصدير الحشرات فإننا بالتأكيد سنسجل تفوقا على بقية دول العالم، لأول مرة منذ القرن الثاني عشر!