حسن فاروق : الموردة اكبر من الانتهازيين
لن نبكي علي التاريخ، فالموردة ليست ذكريات ولن تكون ذكريات، الموردة حاضر موجود تحكي في كل تفاصيلها الحالية عن الازمة الحقيقية للكرة السودانية، الفريق .. النادي المجتمع جميعهم استثناء، لايشبه الاندية الاخري ولعله النادي الوحيد في العالم الذي لايديره مجلس ادارة، تاريخيا وليس حاليا، لأن ارثه وطبيعته وجمهوره لايشبهون بقية الاندية، وظلت لرابطة المشجعين (رابطة حقيقية لاعلاقة بالروابط المأجورة المنتشرة حاليا في الوسط الرياضي) كلمتها القوية في مجتمع الموردة والنادي والفريق، بل ظلت هي التي تحمي موروث النادي وثقافته وتاريخه من محاولات الانتهازيين من داخل وخارج الموردة،اولئك الذين اجتهدوا في كسر قوة الموردة الفريق، بدعاوي تغير الفكر والتطور والاحتراف، كلمات جوفاء لاعلاقة لها بالواقع الرياضي الذي نعيشه، لاعلاقة لها بالاتحاد السوداني لكرة القدم، ولاعلاقة لها بالاندية المسماة كبيرة (الهلال والمريخ) وكل المنظومة الرياضية، يتشدقون بها ولازال الفكر المتخلف يدير المنظومة.
ضغوا لكسر شوكة رابطة المشجعين واتهموما اتهامات باطلة بأنها تقود الموردة الي الهاوية لانها كانت تتمسك بالحفاظ علي تقاليد النادي الكبير، والتعامل بندية مع الهلال والمريخ، وان الموردة ان لم تكن اعلي كعبا لن تكون اقل منهما ، ودخل المال مجهول المصادر الي الوسط الرياضي وتغيرت كثير من المفاهيم الي الاسوأ، افرز الواقع اعدادا كبيرة من الانتهازيين والمتسلقين، وتغيرت التركيبة الرياضية وانهارت كثير من القيم والاهداف والمباديء الرياضية التي كانت الداعم الاول، واصبحت لغة من يدفع هو الذي يفهم هي السائدة، ومن يفهم ولايدفع لايتكلم هي السوط الذي يجلد به كل من يتجرأ علي قول كلمة (لا)، لتتحول هذه المفاهيم المتخلفة الي ثقافة يدار بها الوسط الرياضي.
وسط هذه الاجواء اجتهدت رابطة الموردة من اجل التمسك بقيم ومباديء الموردة والاندية تتراجع والكرة تتراجع، واصوات البراميل الفارغة تملأ المكان، قاتلت الرابطة من اجل الحفاظ علي عدم بيع لاعبيها للاندية الكبيرة والتمسك بهم حتي آخر يوم في التعاقدات المبرمة معهم، ونجحت رغم التراجع في الحفاظ علي وضعها بين اندية الدوري الممتاز، وتواصل الضغط وارتفعت اصوات الانتهازيين داخل النادي العريق، وهي تردد شعارات لاتمارس عندنا بمعناها الاحترافي، بأن تستثمر الموردة في لاعبيها وتستفيد من العائد في دعم صفوف الفريق، ضغطوا في هذا الاتجاه، وليتهم توقفوا ولكنهم اهانوا الاسم ، التاريخ، الاصالة، الحضارة،وهم يتسولون المساعدات من موائد الاثرياء الجدد في الناديين الكبيرين الذين ظهروا في غفلة من الزمن، ولأن من يتنازل مرة يتنازل ألف مرة، فقد تحول الامر من تسول للاعانات، الي ضغوط من نوع آخر (اللاعب مقابل المال)، وخرج لاعب تلو الآخر، وضعف الفريق، واصبح يقاتل من اجل البقاء، والانتهازيون يواصلون عرض الفريق في سوق نخاسة الاداريين الجدد، لتصل المأساة قمتها ويستباح النادي والفريق بالكامل، وانهارت كل قيم ومباديء الموردة في لحظة والانتهازيون يوافقون علي اعانات في صورة مدربين ولاعبين، وتخزين لاعبين واطلاق سراح آخرين، وهبطت الموردة، وقبل ان تهبط كتبت النهاية بمجلس معين محسوب علي السلطة، ولازال الانتهازيون يرقصون علي جسدها المثخن بالجراح وهم يجرونها جرا الي الدرجة الاولي.
الي ان هبطت ورابطة المشجعين الوحيدة التي نزفت دما ، وهي تتابع السقوط يوما بيوم ولحظة بلحظة، والانتهازيون يهربون من المسؤولية ويوجهون الاتهامات للرابطة بانها المسؤول الاول عما حدث للفريق، ويرفضون حقائق انهم من باعها في سوق نخاسة اداريين من اندية اخري.
ويكبر الجرح مع انتهازيين جدد لاتاريخ لهم سوي اسم العائلة يفتعلون معارك وصراعات لاكمال ماتبقي من الموردة، والهبوط بها من الاولي الي الثانية،انتهازيون فرضتهم الاوضاع المختلة في الوسط الرياضي فظنوا انهم اكبر من الموردة ورابطة مشجعيها ، ويكفي ان هذه المقارنة المعدومة تشبه حال النادي الكبير اليوم.
يوما ما ستعود، وعندما تعود سيركل التاريخ كل الانتهازيين الذين سعوا للقضاء علي الموردة ويقذف بهم الي خارج الاسوار الي غير رجعة .. الموردة فكرة قبل ان تكون فريق كرة، والافكار لاتموت.