ألا يستحي هذا (الخواجة) الأرعن ؟!
{الولايات المتحدة الأمريكية دولة غريبة الأطوار، متناقضة المواقف، سياساتها الدولية مرتبكة لا تخطها قيم ومبادئ، بل تحكمها المصالح وفق ما تراه الطبقة الحاكمة المسيحية الرأسمالية البيضاء (الأنجلو ساكسون)، ومن ورائها رغبات واتجاهات دولة إسرائيل !
{أمريكا غضبت مما أسمته إهانة حليفها الاستراتيجي في أفريقيا الرئيس اليوغندي “يوري موسيفيني” للمحكمة الجنائية الدولية في حفل تنصيبه رئيساً لدورة جديدة، عندما قال في خطابه بحضور ممثلي وسفراء الدول الغربية: (نحن لا نكن أي احترام للمحكمة الجنائية الدولية)، فانسحب سفراء الولايات المتحدة، بريطانيا وكندا من الحفل احتجاجاً على كلمات “موسيفيني” بحضور الرئيس “البشير”، فغادروا المقصورة غير مأسوف عليهم !
{ورغم أن بريطانيا وكندا على ما عرف عنهما خلال العقود الأخيرة من (تبعية عمياء) للولايات المتحدة، لكنهما في ذات الوقت دولتان وقعتا وصادقتا على ميثاق ونظام محكمة الجنايات الدولية، فعلام انسحب سفير دولة اليانكي ؟!
{الولايات المتحدة لم توقع على ميثاق المحكمة، ليس هذا فحسب، بل هي من الدول القلائل التي لا تعترف بمحكمة “لاهاي” المرعية من قبل الاتحاد الأوروبي!
{أمريكا ترفض الاعتراف بالمحكمة، لكي لا يأتي يوم يستدعى إليها بمذكرة توقيف أي ضابط أو جندي أمريكي قاتل وقتل عشرات البشر في “العراق”، “أفغانستان” و”الصومال”، دعك من إصدار مذكرة توقيف بحق رئيس أمريكي بدعوى أنه أمر قواته، بمشاركة وتواطؤ أعضاء الكونغرس، بقتل مئات الآلاف من العراقيين والأفغان المدنيين الأبرياء .. أطفالاً ونساء ورجالاً .
{أمريكا لا تحترم المحكمة الجنائية الدولية، لكنها تريد من “موسيفيني” و”البشير” احترامها والالتزام بمذكراتها وأحكامها المتحاملة الظالمة والمسيسة !!
{هل من تناقض أقبح من هذا التناقض ؟! هل من انحراف قيمي وأخلاقي أسوأ من هذا ؟!
{لماذا انسحب السفير الأمريكي من حفل تنصيب الرئيس اليوغندي ؟!
{ألا يستحي هذا (الخواجة) الأرعن ؟