سمية علوي : لم ننس ولن نسامح
عادة من يسامح لا ينسى، ما بالكم بمن لا يملك المقدرة على العفو والصفح لمن قتل ونكل بما لا يقل عن تسعة ملايين جزائري طوال مدة الاستعمار التي فاقت القرن وربع القرن.. لذلك لكم أن تتخيلوا إحساس الجزائريين كلما عادت هذه التواريخ التي تعيد فتح الجرح، بل هو جرح لم يلتئم، ويؤلم كل مرة حينما تنخره استفزازات السلطات الفرنسية التي تعتبر تاريخها مشرفا! وأي شرف؟! إنه مجد الإبادة والقتل الجماعي والحرق في الأفران.. الهولوكوست المسكوت عنه والمتناسى عنوة من طرف العالم كله.. فإذا كان اليهود مساكين بتعرضهم للمحرقة، والعالم بأسره يبكيهم ويتهم من يتعرض لهم بكلمة بالمعاداة للسامية، فإن المسلمين لا وزن لهم في ميزان الإنسانية، وقتلاهم مجرد عدد يتغير على عداد الحروب التي تشن عليهم منذ قرون، بذرائع مختلفة تطورت اليوم إلى حد تصدير الديمقراطية التي تهديهم الحرية المطلقة في امتلاك السلاح، وفعل ما يحلو لهم باسم الانعتاق من الديكتاتوريات.. ولكن ماذا عن الانعتاق من التبعيات والمستعمرات التي مازالت تتحكم وتعتبر نفسها وصية، تدبر وتقيل من تنتهي صلاحيته، بمجرد انتهاء فعاليته بالنسبة لمصالحهم الحيوية.
إنّ ما يربط الجزائر بفرنسا هي المصالح الاقتصادية، ولو استفتيتم الشعب فستجدونه يحبذ تغيير البوصلة نحو أقصى الغرب، بغية الاستفادة من التطور الفعلي الذي غالبا ما يكون بلغة شكسبير، بدل مواصلة القمار مع فكر فرنسي يأبى الاعتراف بأخطائه، فضلا عن الاعتذار.