السهم الأخير في صدر الجنائية..
وجه الرئيس عمر البشير صفعة جديدة لما تسمى المحكمة الجنائية الدولية بعد مشاركته في حفل انتخاب الرئيس اليوغندي يوري موسفيني لولاية رئاسية خامسة قبل يومين في كمبالا. > حضور البشير جعل موسفيني يهاجم الجنائية ويصفها بأنها عديمة الفائدة، وأن ليس عليها التدخل في شؤون الدول. > أكثر قرار ندم عليه قضاة ما تسمى الجنائية هو القرار «المسيس» ضد الرئيس البشير الذي لم يهتم به وواصل في إنفاذ مهامه ومشروعاته وعلاقاته مع الدول باعتباره رئيس دولة كاملة السيادة لا ترهن قرارها لأية جهة. > سافر الرئيس إلى دول عديدة موقعة على ميثاق روما، ولكنها رفضت الانصياع لتوجيهات الغرب، وعاد معززاً مكرماً إلى أهله ودياره وسط تهليل وتكبير المواطنين. > زيارة الرئيس لكمبالا لها مدلولات عديدة بحكم العلاقات المتوترة التي سادت بين البلدين في الفترة الماضية. ومعلوم أن يوغندا كانت تقدم الدعم للحركات المسلحة وتؤجج الصراعات بين الخرطوم وجوبا. > التطبيع بين البلدين سيحسم المناوشات الحدودية ويقطع الإمداد عن المتمردين ويؤمن قضية المياه، والأهم من ذلك أنه سينهي الأطماع الغربية التي تحاول تنفيذ أجندتها وبسط سيطرتها على المنطقة عبر كمبالا. > زيارة موسفيني للخرطوم في سبتمبر من العام الماضي ردمت هوة عميقة وخلقت واقعاً جديداً بدأت ثماره تظهر في الموقف القوي لكمبالا ورفضها التعامل مع الجنائية، بل وإبداء ندمها على تأييدها لها في بادئ الأمر. > زيارة يوري للسودان أزالت الكثير من سوء الفهم حول اتهام يوغندا للخرطوم بإيواء جيش الرب، بالرغم من أن الأخيرة فتحت أراضيها لمطاردة هذه العناصر في إطار سعي السودان لمكافحة الإرهاب، وكلنا نعلم أن جوزيف كوني مصنف ضمن أخطر الإرهابيين في العالم. > أيضاً كانت الخرطوم تتهم كمبالا بدعم الحركات المسلحة وتفتح لها المعسكرات وتمدها بالعتاد لأجل خلق البلبلة في الأراضي السودانية، هذا غير سيطرتها على الدولة الوليدة وفرض قرارات أسهمت بشكل كبير في إشعال الحرب بولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق بفعل دعم كمبالا للجيش الشعبي وقطاع الشمال. > الآن عبرت العلاقات بين البلدين إلى آفاق جديدة لن يرضى عنها محور الشر «أمريكا وإسرائيل وحلفاؤهم». وبالفعل تم التعبير عن ذلك عندما غادر ممثلو دول غربية مراسم تنصيب موسفيني احتجاجاً على «إهانة» الأخير لما تسمى الجنائية. > هذا القلق الغربي سيستمر لأن الخرطوم نجحت في كسب جيرانها «تشاد، إثيوبيا، إريتريا وأخيراً يوغندا»، وذلك بفعل دبلوماسية أنيقة أذابت الكثير من الجمود في عدد من الملفات الحيوية والحساسة. > تأمين الحدود سيطوق الحركات المتمردة بحزام خانق، وسيقطع الإمداد والأكسجين عن «رئات» أرهقتها بسالة القوات المسلحة وقوات الدعم السريع في الميدان، والتي بدورها حققت ضربات ساحقة أنهت بها التمرد في دارفور. وستبدأ في تطهير جنوب كردفان من دنس قطاع الشمال والجبهة الثورية عبر عمليات الصيف الحاسم. > إن زيارة الرئيس البشير لكمبالا التي جاءت بعد سنوات طويلة من آخر زيارة فاجأت الأوساط السياسية المحلية والدولية، ولكنها ألقت السهم الأخير في صدر الجنائية بحضور الرؤساء الأفارقة الذين أيدوا الخطوة وأكدوا أن الجنائية لم تعد تهمهم. > زيارة موفقة رغم المخاوف التي سبقتها من أن تمتد يد التآمر وتصل لرمز السيادة الوطنية، وجاءت عكس ما توقع الجميع، وحققت مكاسب عديدة ستظهر آثارها في القريب العاجل إن شاء الله.
كمال عوض
الانتباهة