أخي الأصغر الحبيب الأستاذ “الهندي”.. تحية واحتراماً.
أستأذنك كعادتي حينما أود استغلال مساحة عمودك بصحيفتنا الجميلة وكعادتكم تأذن لي ولعل استغلالي للمساحة لا يفوت على قراء عمودك – وهم كُثر – عندها أضمن أن ما سأكتبه سيصل إلى أكبر عدد من القراء، فشكراً جميلاً.
اليوم أكتب عن أخي الحبيب رفيق الدرب وزميل الدراسة وزميل العمل “سعد الدين” الذي رحل عن الفانية قبل أيام قليلة، والكتابة عنه يرحمه الله كثيرة ومتعددة تملأ آلاف الصفحات من سيرته العطرة فهو قد حضر في وجداني وذاكرتي مواقف وأشياء مشرقة وذكريات حبيبة إلى النفس، لكن دعوني أحدثكم عن ما حدث في سرادق عزاء الراحل بالحلفايا.. أسرة (المجهر) لن أقصم ظهر رئيس مجلس إدارتها فقد كانوا جميعهم أهل الراحل فليجزهم الله خير الجزاء، فقد استقبلوا كل المعزين الذين توافدوا بالمئات جاءوا من كل حدب وصوب ومن شتى ألوان الطيف السياسي والثقافي والاجتماعي لا لشيء، إلا أن من رحل عنا يعني الكثير لكل من جاء للعزاء.. جاءت الدولة ممثلة في معظم وزرائها يتقدمهم نواب الأخ الرئيس ومساعدوه. وبالطبع الشخصيات العامة كانت أيضاً حضوراً مؤثراً إبان قيمة الفقد الجلل.. جلست قبالة سعادة السيد نائب رئيس الجمهورية أخي “حسبو” وبدأنا الحديث عن الراحل.. بالمناسبة أشهد الله أن ولاة أمور أهل السودان أطاحوا بكل أعراف البروتوكول والمراسم والخاصة باستقبال المسؤول والحمد لله على محافظتنا على هذا الإرث، ورأس الدولة عند الملمات وقضاء الواجبات الاجتماعية. أحد أفراد الناس يحادثهم ويمازحهم ويدفع في كشف الأفراح والأتراح، وهذا المسلك أصيل فيهم ورثوه منذ قديم الزمان منذ “المهدي” عليه السلام وانتهاءً بعمر البشير.. قلت لنائب الرئيس: “سعد” رحل وترك أسرته في بيت مستأجر.. قال لي: يا سبحان الله.. قلت له: هل تصدق بأني حدث أن استأذنته بزيارة القصر أسألهم إعانته في رسوم المنزل الذي سيؤول إليه ضمن منازل سلطات الإسكان، وبصعوبة أذن لي.. وما زحني الراحل: بعد ما يتبرعو لي بمشي أقول ليهم صاحبي – بقصدني – ذاتو ساكن في بيت إيجار.. والحق أقول أنا شاهد على جبر كسر عدد من رموز بلادي مثل حالة الراحل “سعد”.. كان حضوراً لذلك الحديث الذي دار بيني والأخ نائب الرئيس أخي الأستاذ “عوض جادين” الذي تم تكليفه في تلك الونسة بالتوثيق للراحل بطباعة كتاباته في إصدارات.
لذا سيدي النائب أكتب حروفي لكل القراء بأنك استمعت لي في خيمة العزاء بأريحية واهتمام بالغ وهذا ديدن معظم ولاة أمرنا، وليجزكم الله الخير كله والشكر موصول لأخي “الطيب حسن بدوي” وزير الثقافة الاتحادي، وأخي “سيد هارون” وزير الدولة للثقافة وأخي الأكبر بروفيسور “إبراهيم أحمد عمر” رئيس البرلمان. والقائمة تطول فمن ذكرتهم على سبيل المثال، ولا أعلم متى تأتي مرثيتك يرحمك الله رحمة واسعة والبركة في عقابك.
التجانى حاج موسى