نتحداك يا شيخنا !!
*أي الشيخ الذي عاب على جيل اليوم (جهله)..
*ومع تكرار الحديث عن هذا الجهل نكرر ما ذكرناه سابقاً..
*والمعني هنا (الجهل السياسي) الخاص بحقبة الإنقاذ وحدها..
* ومما كنا ذكرناه أن صاحب هذه الزاوية غنى – وهو تلميذ – و مثّل وقرأ القرآن..
* كان ذلك خلال ليلة من ليالي مدرستنا الأدبية حين كان التعليم جميلاً وأسرياً ومجانياً..
* فهو الذي انبرى للتلاوة الاستهلالية وقد كانت آيات من سورة مريم..
* وهو الذي انبرى لإتمام الدور الناقص في المسرحية وكان دور الممرض..
* وهو الذي انبرى للترنم بأغنية الختام- في غياب من يُفترض أن يقوم بتأديتها- وكانت (انت كلك زينة)..
* وهكذا كان التعليم شاملاً- وقتذاك – منذ مرحلة الابتدائي..
* ثم إن الطالب منا كان يفقه في أمر السياسة ما يجعله ملماً بأسماء قيادات البلاد السياسية كافة..
* والفقرة أعلاه هي مربط (الأسى) لكلمتنا هذه على خلفية تحسُّر قيادي إسلامي على ما آل إليه حال شباب زماننا هذا..
* فقد قال إنهم (يجهلون قيادات البلاد السياسية و مشغولون بالقشور)..
* وهذا الذي قاله القيادي المذكور صحيح ولكنه لا يتفضل علينا بذكر الأسباب التي أوصلت الشباب إلى هذا الدرك..
*ولا (أخٌ) له – من المسؤولين- قال الشيء ذاته من بعده البارحة ..
* فهل فشلت- مثلاً- (ثورة) التعليم التي انبثقت عن (ثورة) الانقاذ؟!..
* أم فشلت نظرية (إعادة صياغة الإنسان السوداني) التي بشرت بها الإنقاذ كثيراً؟!..
* أم أن الفشل التعليمي هذا هو نتاج فشل عهد اقتصادي أُدرج الطالب فيه ضمن مصادر (الدخل القومي) ؟..
* وأياً كانت الأسباب أدت إلى (ضياع) جيل اليوم فإن ثمة شيئاً نعذر أبناءه على جهلهم به وإن أثار حفيظة القيادي المشار إليه..
* إنه الإلمام بأسماء قيادات البلاد السياسية في عهدنا هذا..
*فنظام له في العاصمة وحدها أكثر من ستين وزيراً كيف يمكن أن تُحفظ أسماء مسؤوليه؟..
*أما إن أدرجنا الولاة والمستشارين والمعتمدين و(الخبراء الوطنيين) فالحاسوب ذاته يعجز عن الإحاطة بأعدادهم..
* بل إن القيادي هذا نفسه نتحداه أن يُحصي لنا قيادات نظامه الذي هو جزء منه..
* وسوف نكافئه وأخاه – إن فعلا – بليلة نغني له فيهما (دخلوها وصقيرها حام)..
*ونمثل لهما جانباً من مسرحية (الناس اللي عملوا قروش)..
*ونقرأ لهما من القرآن (الذين إن مكناهم في الأرض!!).