مقالات متنوعة

الصادق ياسين : صحيح (آخرتا) كوم تراب يا “سعد”

رحم الله “سعد الدين إبراهيم” فقيد الحروف والكلمات الصادقات المعبرات.. رحم الله “سعد الدين” الباسم الخلوق.. الخل الوفي.. رحم الله “سعد الدين” الكاتب .. والمبدع والروائي الفنان.. رحم الله “سعد” الذي لو تحدث نثر الدرر شعراً.. ولو أنصت لسمعت شقشقة العصافير على غصون الشجر.. رحمك الله “سعد الدين” أخو الأخوان وفقّاد الحبايب والجيران.. إنها هي الدنيا نسعى خلفها فتركض نحونا ركضاً.. هذه هي الأيام يا “سعد” تضع لمساتها الحزينة علينا قبل أن ترسم بقية فصولها التراجيدية.. يا صاحب اللمسات هذه هي (آخرتا).. آخرتا يا “سعد” دمعة حزن.. وجرح قلب وفاتحة مرفوعة في علم الغيب.. آخرتا يا “سعد” (كوم تراب).. زائلة الدنيا أم بناياً قش.. إنها الحياة.. إنه الموت يا “سعد”.. فالموت نقّاد يختار الجياد الأصيلة.. لقد كنت فينا شمعة الأمل التي أضاءت بكلماتها الجميلة عتمة الليالي الحالكة والمظلمة في دواخلنا.. وكنت فينا بريق الأمل الذي يعلو في سماوات شعورنا.. شعوراً.. كان يغتال فينا كل ألم يريد التسرب لدواخلنا لذاتنا عنوة واقتداراً.. فنعود أكثر قوة وشباباً وأملاً في غدٍ أفضل تداعبنا أشعارك وكلماتك وأغنياتك فتسموا بأرواحهم تعلمنا معنى الحياة.. معنى الأمل.. كنت فينا يا “سعد” قلماً لم ينكسر يوماً ولن يسقط بيننا قلم أقسم به الله .. كنت فينا يا “سعد” حرفاً جدد في دواخلنا معاني الوفاء والشموخ والعطاء أليس هذا ما تعلمناه منك يا “سعد”؟.. إنها الحياة فلنمضِ على سننها ولا نستطيع أن نقاوم نواميسها.. والنشوف (آخرتا يا سعد) صحيح آخرتا كوم تراب.. رحمك الله وجعل البركة في فلذاتك كبدك.. وأسرتك.. وزملاء دربك.. وإنا يا “سعد” لفراقك لمحزونون.. لا حول ولا قوة إلا بالله و(إنّا لله وإنّا إليه راجعون).