الاسلحة التالفة وحكاية ال ( دافننو سوا )
في الأنباء أن شرطة ولاية الخرطوم تمكنت من ضبط كميات كبيرة من بنادق الكلاشنكوف والملتوفات وأسلحة أخرى صغيرة وذخائر تالفة وغير صالحة للاستعمال، مخبأة بإحدى البنايات تحت التشييد بحي الختمية ببحري.. هذا النبأ الذي استحقت عليه الشرطة تحية خاصة وخالصة، يعيد للأذهان حكاية ذلك السلاح المدفون تحت الأرض الذي قيل أنه تم ضبطه بمنطقة الخليلة (بلد زميلينا عثمان ميرغني وعصام جعفر) ومنطقة اللاماب، كان ذلك بعيد اشتداد أوار المفاصلة حين تفاقم خلاف الإسلاميين وتفاصلا إلى وطني وشعبي، واتهام الأول للأخير بتدبير مؤامرة تخريبية، وكانت أصابع اتهام الفصيل الحاكم قد أشارت وقتها إلى دولة جارة اتهمتها بتهريب هذا السلاح وبأنها والغة في المؤامرة التي يحيكها ضد البلاد الفصيل المارق، ولكن الفصيل الآخر لم يسارع إلى نفي هذا الاتهام فقط، بل وزاد النفي كيل بعير بتوضيح حقيقة هذا السلاح على طريقة هامان مع فرعون أو قل على طريقة (الشفوت) (علينا نحنا.. سلاح مهرب ومش عارف جاي من دولة إيه.. دا إحنا دافننو سوا.. دا سلاح الحركة الإسلامية لامن كنا سمن على عسل.. جايين هسع تنكروه وتزوغوا وترموا التهمة علينا بعد ما بقينا سمن على البدنجان الأسود).. أو كما قال قائلهم حينها المحبوب عبد السلام في كلمة منشورة وموثقة..
بمقولته تلك كأنما أراد المحبوب التذكير بقصة المثل الشهير (دافننو سوا)، والقصة تحكي عن صديقين قررا أن يضربا في الأرض بعد أن ضاقت عليهما الوسيعة وشح الرزق، فامتطيا حمارهما الوحيد الذي نفق بعد مسير قصير، فحزنا لموته حزناً شديداً وقررا أن يدفناه وفاءً له، بعد أن دفناه وجلسا أمام القبر واجمين حزينين، مرت بهما بعض النسوة وسألنهم عن الميت، أجابا بأنه شيخ ورع وتقي، فما كان منهن إلا أن وضعن حملهن على الأرض وشرعن في التبرك بالشيخ المزعوم ووضع النذور مما يلبسنه من ذهب ويحملنه من نقود، ومن يومها ذاع أمر هذا الولي المزيف الذي لم يكن سوى حمار، واغتنى صاحباه منه وأثريا، إلى أن كان ذلك اليوم الذي ذهب فيه أحدهما إلى القرية لشأن ما، وعندما عاد لاحظ قلة الإيراد فسأل صاحبه عن السبب، قال صاحبه كانت للشيخ طلبات كثيرة أثناء غيابك، فضحك لإجابة صاحبه حتى استلقى على قفاه، وقال كلمته التي جرت مثلاً (طلبات شنو وشيخ شنو يا زول دا نحنا دافننو سوا).