أ.د. معز عمر بخيت

قريبنا الكبير

عدواً أتيتك حاملاً كلي إليك
بما حويت وما حملت
وما أود وما أريد
لا البحر يطفئ ظامئي
لا هذه الأحلام لا بيت القصيد
لا كل عشق في الدنا
يروي دمائي بالمشاعر والمنى
لا قدرة في الأرض أو شهباً
تسافر في السماء إلى البعيد
إلا عيونك
والصفاء العذب يقطر مثل حبات الندى
في كل أعماق الوريد
إني استقيت وما ارتويت
فهل لنبع من لدنك
يصب عندي من مزيد؟
ذابت معادن لوعتي في منجم الأشواق
وانصهر الحديد
بهواك ناراً كلما نهض الحريق بأضلعي
وتوهج الزمن الجديد
إني أتيتك فارتقيت إلى زمان البشر خيراً
وانطلقت محلقاً مثل الصباح بكل عيد
من غير عينيك الجميلة
من يعيد توازني
ويجدد الميلاد والفرح الوليد
هي ومضة سقت الشعاع نقاءه
حسناً وإشراقاً فريد
هي ظبية في حقلنا الممتد في فلك الضحى
هي روعة تنساب من كف وجيد
سقط النوى
في لجة البحر الهوى
والموج ملتهب عنيد
والليل والبدر المزان
يتلاقيان بلحظة
في صدرها الولهان ينهض مهرجان
فعلى يسارك تستريح الشمس
من رهق الترقب كلما
طال انتظارك واستوى عود الزمان
يشتهيك البحر مثلي
والشواطئ في حضورك تستحيل نمارقاً
بجليل قدرك مشرقين وصولجان
وحديقة تمتد من عينيك
صوب البرق في توقي إليك
لمسكن الآهات في أقصى مكان
أبقى أنا بصلابة الإيمان
بالصبر الجرئ
أبيع خوفي بالأمان
إني جذبتك من غصون النخل
ثمرة فرحة ثقبت جدار الأفق
نامت بين عصب الريح
شغفاً واحتقان
إني عصرتك من نبيذ السحر عشقاً
واحتويتك في ربيعي اقحوان
وزرعت فيك سنابلي
كالحلم يبقى صاحياً
فتنام قربك نجمتان
في كل حقلٍ من صفائك مقصدٌ
في كل وهج من جلالك هالة
ملك وجانْ
حيرى ثياب الخارجين من الدوائر
متعبين بحبك المنساب
في نبض القبيلة باتقان
فلا تلمني في هواى
ولا تذر وجه الجوارح بالسنان
ولا تبارح ظل شمسي
أو تدر من خلف ناري
عالقاً بين الدخان
سيظل وجهي ساطعاً بك
زاهياً في كل آن
وهواك يبقى سيدي
ورؤى الحياة
وقامة الزمن المسافر
للمجرات القصية
للعواصف
للعواطف
للحضور الصعب
في هذا الأوان