المسعى المقدس
* ما تفعله الوساطة القطرية لإحلال السلام في ربوع دارفور ينبغي أن يقابل بما يستحقه من تقدير واحترام وإشادة، تتناسب مع أهمية مسعىً يستهدف حفظ أرواح أهلنا، والقضاء على معاناة الملايين الذين اكتووا بنيران الحرب وويلاتها، ودفعوا ثمنها على حساب أرواحهم واستقرارهم ومستقبل أبنائهم.
* جهد مخلص، وسعي دؤوب، وعمل إنساني وسياسي رفيع المستوى، يستوجب من كل الفرقاء السياسيين أن يحرصوا على إنجاحه، ويجتهدوا لإيصاله سدرة منتهاه.
* بشريات نجاح المسعى ظهرت في الأخبار التي أعلنها سعادة أحمد عبد الله آل محمود، نائب رئيس الوزراء القطري، رئيس لجنة متابعة تنفيذ وثيقة الدوحة، وتحدث فيها عن موافقة مني أركو مناوي، رئيس حركة تحرير السودان، وجبريل إبراهيم، رئيس حركة العدل والمساواة، على زيارة العاصمة القطرية نهاية الشهر الحالي، برفقة مارتن أوهوموبيهي، الوسيط المشترك للأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي في دارفور.
* الاجتماع الذي سينعقد بدوحة الخير لا يعني أهل دارفور وحدهم، بل يخص كل أهل السودان، لأنه سيفتح كوةً جديدةً للأمل، تبشر بإمكانية إنهاء حربٍ ملعونةٍ، دارت رحاها في دارفور، ودفع ثمنها السودان كله، من دماء أبنائه، وخيرات اقتصاده، وسمعة شعبه.
* مساعي الحكومة القطرية ينبغي أن تقابل عند الحكومة السودانية باهتمامٍ مضاعف، سعياً إلى إبرام اتفاقٍ لا يختلف اثنان على قيمته التاريخية الكبيرة، لأنه سيعني إنهاء دهور الاقتتال، وعودة النازحين إلى مناطقهم، وتمكينهم من مفارقة حياة المعسكرات المذلة، مثلما سيمنح أطفالهم فرصة لأن يعيشوا حياتهم ويقضوا سنوات صباهم في ظروفٍ طبيعية، ينعمون فيها بالأمن وبالتعليم والرعاية الصحية، ويستفيدون من برامج التنمية المطروحة لإعادة إعمار ما دمرته الحرب.
* المسعى القطري قد يمثل الفرصة الأخيرة لإنهاء حرب دارفور، وهو غاية نبيلة، تتقاصر دونها كل الغايات، وتتضاءل أمامها كل الخصومات السياسية، والمماحكات الحزبية.
* نجاحه سيمهد الطريق لإقرار اتفاقٍ مماثل على جبهتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، لأن خروج دارفور من دائرة الحرب نهائياً سيعزز الجهود الرامية إلى إنهاء نزاع المنطقتين أيضاً.
* هذا هو المسعى الذي يستحق من كل السودانيين أن يدعموه بكل ما يستطيعون.
* جهد مخلص، يعني المعارضة قبل الحكومة، ويخص الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني والصحافة وكل وسائل الإعلام، لأنه يحمل بشريات حل دائم لأزمة مستفحلة، شغلت العالم، وأعجزت الوسطاء في كل مكان.
* رفض عبد الواحد للمشاركة في ملتقى الدوحة لا يقلل من قيمة المسعى، بقدر ما يخصم رصيد من رفض الركون إلى خيار السلام، وأبى لأهله أن ينعموا باستقرارٍ فارقوه سنين عدداً.
* التحية لآل محمود، الذي يبذل جهداً مضنياً لبسط السلام في دارفور، وهو رجل محب للسودان، ومخلص في سعيه إلى توحيد الفرقاء، وجمع الأضداد، وإزالة الغبائن التي حولت دارفور من واحة للسلم والأمان، وتقابة للقرآن، إلى محرقة تشتعل النيران في قلبها وأطرافها، وتتناثر الأشلاء في أرجائها.. له ولحكومته منا فيوض الحب كلها.