هاشم كرار : الرئيس الرؤساء!
التنظيم، يعلو.. ولا يُعلى عليه!
تلك من عبارات الرئيس السوداني الأسبق، جعفر نميري.. والتنظيم الذي يعنيه، هو تنظيم الاتحاد الاشتراكي، النسخة السودانية، من التنظيم المصري الذي كان يحمل ذات الاسم.
النميري، كان سلطة قابضة، على كل السلطات: هو رئيس الاتحاد الاشتراكي، وبالتالي رئيس مكتبه السياسي، ولجنته المركزية.. وهو رئيس الجمهورية.
أحد الظرفاء، قال وهو ينظرُ إلى كم الرئاسات التي يقبض عليها النميري قبضا، أنه (برضو) رئيس اتحاد نساء السودان!
ذات مرة- والنميري يترأس اجتماعا للجنة المركزية للتنظيم- أقرت اللجنة قرارا، ورفعته له، في ذات الجلسة. نقر على (المايك) عدة مرات، ورفع صوته: بصفتي رئيسا للاتحاد الاشتراكي العظيم، سأرفع الأمر إلى رئيس الجمهورية (أشار إلى صدره بأصبعه) اللي هو أنا، ولا يملك رئيس الجمهورية، إلا أن ينفذ قرار لجنتكم الموقرة!
بالطبع، علت الوجوه ابتسامات.. وعلت ضحكات.. وتعالى التصفيق رط.. رط.. رط، وانتهت الجلسة!
أحد ظرفاء الخرطوم- واسمه كيجاب- أحد أشهر السباحين في إفريقيا والذي يحمل لقب (كوركودايل آفريكا)، أطلق قفشة حلوة.. قال: نميري زى اللاعب البرفع الكورة كورنر، ويجري سريع جدا جدا، إلى مرمى الخصم، يدقها برأسه قووووووووون!
في الأنظمة القابضة، يتم القبض على الناس. على أصواتهم، وأنفاسهم الطالعة والنازلة، لكن يستحيل القبض على النكتة!
النكتة أحد أسلحة الشعوب في مواجهة الأنظمة القابضة، لكن خطورة النكتة انها تفرغ الغضب في شكل ضحكة..
و…. لتفريغ الغضب، تعمل الأجهزة الأمنية، في تأليف نكات، في وقت الأزمات الطاحنة التي تمر بها الأنظمة، من شاكلة نظام النميري!