عمدة لندن القادم مسلم
يظل منصب عمدة لندن يهم سكان كبرى العواصم العالمية ذات الـتسعة ملايين نسمة الذين يتقرعون اليوم لاختيار العمدة الجديدة، هكذا تبدو الأمور من الوهلة الأولى، ولكن إذا أمعنا النظر كررتين، نجد أن العمدة السابق كين ليفينغستون كان ذاع صيته بسبب تصريحاته ضد إسرائيل، ولا تزال فقد علقت عضوية في حزب العمال نهاية أبريل الماضي بسبب قوله إن هتلر “كان يؤيد الصهيونية”، وذلك في سياق دفاعه عن نائبة في حزب العمال علقت عضويتها بسبب تصريحات حول إسرائيل.
أما العمدة الحالي بوريس جونسون الذي تنتهي ولايته الثانية هذا الشهر، ويعد المرشح لخلافة ديفيد كاميرون في رئاسة الوزراء، فقد أثار العالم بانتقاداته ذات الصبغة العنصرية لتصريحات الرئيس الأمريكي باراك أوباما التي أيد خلالها إبقاء المملكة المتحدة ضمن الاتحاد، وهو ما اعتبره العمدة تدخلاً في الشؤون الداخلية واصفا الرئيس أوباما بـ (نصف الكيني).
إذن هو منصب سياسي بامتياز ومن يجلس عليه يصبح سياسياً مثيراً للجدل ، وهذا ربما يفسر الحملة المحتدمة حاليا بين المرشحين لهذا المنصب في انتخابات غد الخميس مرشح حزب العمال المعارض صادق خان وهو مسلم من أصول باكستانية وعلي وشك أن يصبح أول عمدة مسلم في تاريخ البلاد، أما مرشح حزب المحافظين الحاكم فهو زاك جولدسميث الذي عندما شعر بتقدم كبير لصادق خان نجل سائق البص الباكستاني في استطلاعات الرأي لجأ إلى تشويه صورته خلال الحملة الانتخابية، وكتب جولدسميث مقالا في صحيفة الديلي ميل البريطانية محذراً خلاله من انتخاب مرشح العمال المسلم وتسليم أعظم عواصم العالم إلى من يرى أن الإرهابيين أصدقاؤه المقربون، على حد وصفه، واضعاً صورة من تفجيرات لندن العام2005، الأمر الذي لاقى استنكاراً واسعاً ويأتي في إطار حملة مضادة لخان تحاول الربط بينه وبين متشددين باستخدام خلفيته الدينية كمسلم.
صادق خان خريج القانون الذي يدافع عن حقوق الإنسان لا يطرح نفسه في هذه الانتخابات من خلفية دينية وإنما من تجربة سياسية عندما أصبح في الثالثة والعشرين من عمره أصغر أعضاء المجالس المحلية، حين فاز بعضويتها وعمره حينئذ 23 عاماً، وتدرّج في المناصب السياسية حتى حقق الفوز لعدة دورات برلمانية متتالية كنائب في مجلس العموم البريطاني عن منطقة توتنج جنوب لندن. ووصل إلى مناصب منها وزير دولة لشؤون المواصلات وأخيراً لمنصب وزير العدل في حكومة الظل المعارضة لحزب العمال.
ويراهن صادق خان على مساره العصامي الذي صعد به من حي متواضع إلى منصب رفيع في الحكومة البريطانية، ومعرفته بالمناطق المهمشة في لندن واحتياجاتها.
ويفتخر بعمل والده كسائق للبصات، ووعد في برنامجه الانتخابي بتطوير نظام جديد لأجرة البصات.
فهل يصبح ابن سائق البص أول مسلم يتولى عمودية لندن؟