تحقيقات وتقاريرمنوعات

بالصور : مغتربي تنقسي يفجرون ينابيع الأرض من الأعماق لمكافحة الغول الصحراوي !!

الخرطوم : محمد الطاهر العيسابي

( على المرء أن يسعى وسيدرك النجاح ) وليس كما يتردد ليس عليه إدراك النجاح ، من هذا المفهوم  المتحمس ، وفي مبادرة  طوعيّة ناجحة تدافع عدد من مغتربي تنقسي الجزيرة بالمهجر في تكوين لجنة أسموها بـ ( تطوير ) لمكافحة الزحف الصحراوي الذي يهدد منطقتهم  ومساكنهم و يقضي على الأراضي الزراعية البكر ، كما يهدد مجرى النيل .

وفي مشهد فريد إستطاعوا إستخراج المياه من أعماق الصحراء للشروع في زراعة حزام من الأشجار الواقية لزحف غول الرمال التي أصبحت بُعبُعاً مخيفاً يؤدي إلى طمر مناطق بمرافقها ومساكنها وآثارها وتاريخها الضارب في القِدم  ، ويمتد ضررها إلى القضاء على الأراضي الطينية الخصبة و طمر مجرى نهر النيل .

وتعد قرية ” تنقسي ” بالولاية الشمالية نموذجا للمناطق الأكثر تضرراً بالولاية الشمالية بعد أن أزال المد الصحراوي ثلث مساحتها الصالحة للزراعة وعشرات من منازلها ، بحسب ما يتحدث سكانها .

ويمثل الزحف الصحراوى واحدا من المهددات التى تواجه السودان بعد ان تمدد فى 14 ولاية سودانية واجتاح نحو 3 بالمائة من جملة الاراضى ، فى حين تقول دراسات محلية ان نحو 64 بالمائة من الاراضى السودانية معرضة للتصحر نتيجة عوامل طبيعية او بشرية.
ويعرّف الخبراء الزحف الصحراوي بانه زحف الصحراء وانتقال حدودها الى الإقليم المناخي الذي يليها نتيجة لتعاقب فترات جفاف طويلة المدى تؤدي الى انحسار الغطاء النباتي وزحف الرمال عبر حدود الصحراء الى الداخل .
ولم يعرف السودان فى تاريخه المعاصر خطرا يهدد تركيبته السكانية ويضعف من موارده المحلية كخطر الزحف الصحراوى وموجات الجفاف والتصحر ، وهى مشكلة تؤرق مضاجع صناع القرار وعامة الشعب على حد سواء.

وبفعل هذه الظاهرة تحولت ملايين الأفدنة من أراضي صالحة للزراعة، إلى صحارى جرداء ، وأدى الزحف الصحراوى الى تنامى ظاهرة الهجرة من الريف الى المدن ، كما اسهم فى زيادة الصراعات فى المجتمعات على الاراضى الخصبة.

و في العام 1952 حذر كتاب ( زحف الصحراء في السودان ) للكاتب ا. ب استبنق عن تنامي هذا الخطر ، علق عليه عبد الله خليل (وزير الزراعة آنذاك) مؤكدا في ذلك الحين أن «خير البلاد يعتمد علي صيانة الموارد». وبعد زهاء الستين عاما على هذا الحدث، ربما نحن جميعا مدعون لعمل دؤوب وشاق من أجل المحافظة على مواردنا ومنع كارثة بيئية تزداد باضطراد !!
ويناشد الأهالي في الضفة الشرقية للنيل بالولاية الشمالية المنظمات العالمية والدول الغنيّة والصناديق العربية للمساهمة في مكافحة هذا الخطر الداهم الذي سيقضي على مدن وقرى بأكملها في ظل الإمكانيات والجهود  المتواضعة للسكان المحليين  التي لاتمثل قطرة في بحر أمام صد هذا الخطر .
النيلين
  العيسابي ابومهند
13087842_10206189013700339_5169484905076219078_nابومهند العيسابي

تعليق واحد

  1. بعض المغتربين قد اغتربوا ولكن لم ينسوا اهاليهم الدين تربو معهم ووقفوا معهم في الحارة ، اغتربوا وفي زاكرتهم صورة اهاليهم في القرى و الارياف ، و بعد عمل قدر من المال يعودوا لنفع اهاليهم و تطوير قراهم ، بينما البعض الاخر فحدث ولا حرج ، يمحون صورة اهاليهم من الذاكرة تماماً ثم يعودوا بعد عدد من السنين ليروا الحال كما هو و تظهر عليهم اثار الاسف من الحكومة و لماذا الحكومة و هلم جرا .,,
    التحية لهؤلاء الذين لم ينسوا اهاليهم في القرى .