الحاج السيد أبو ورقة : احتفال (المجهر) بإيقاد الشمعة الخامسة.. المغزى والدلالة والرؤية
حرصت على حضور احتفال صحيفة (المجهر) بإيقاد الشمعة الخامسة، وهو احتفال درج الأستاذ الرائع “الهندي عز الدين” على أقامته كل سنة وهو تقليد حميد وجميل لا يصدر إلا عن روح مليئة بالجمال والحميمية، فالنجاح مقومات لا يراها البعض بالعين المجردة بل يحسها بالمعايشة، فالتلاحم بين الأسرة الواحدة يولد الراحة النفسية ويطلق العنان لها لتبدع، وهذا ما جبل عليه الأستاذ “الهندي”.. بلا شك، هذه الرؤية والتقليد السنوي أثبتا بما لا يدع مجالاً للشك نجاحه الذي يتمثل في نجاح وتطور الصحيفة واحتلالها موقعاً متقدماً بين رصيفاتها، لأن كل العاملين يعملون كاسرة واحدة في جو وصفه الأستاذ “هاشم صديق” بأنه مثالي، وكرره الأستاذان “سعد الدين إبراهيم” و”التجاني حاج موسى” وهم قامات، ما يدل دلالة واضحة على الجو المعافى الذي هيأه ربانها وقائد مسيرتها الأستاذ “الهندي عز الدين” لكي يعطي كل فرد فيها أجمل ما عنده من عطاء ثر ومفيد ورشيق وأنيق ومثير من غير ابتذال وجريء وصريح وشجاع من غير رقيب أو تدخل أو تصنيف للانتماءات والمعتقدات، ويكفي أن يكون في طاقم التحرير خمسة رؤساء تحرير سابقين وهذا ما يريده القارئ.. لهذا كان النجاح وكانت المكانة المتميزة التي تحتلها صحيفة (المجهر) التي يحرص القارئ على مطالعتها كخيار أول.
قصدت الحضور والمشاركة في الاحتفالية والمشاركة بغرض معانقة أسرتها والتعرف عليهم عن قرب وتهنئتهم بما تم إنجازه في العام المنصرم.. وكذلك لتقديم الشكر لهم لوقفتهم معنا نحن في اللجنة المنظمة لملتقى (محمل السلطان علي دينار لدعم سلام دارفور)، فالتغطية الإعلامية لفعالياتها تمت وفق مهنية وشعور بالمسؤولية أمام شخصية لعبت دوراً تاريخياً بارزاً نسبة لما يمثله السلطان “علي دينار” من قيمة ومكانة تطوق أعناق أهل السودان زهواً وفخراً للذي أطعم الحجيج وحماهم من قطّاع الطرق وكسا الكعبة وحفر (آبار علي) ودأب على ذلك لمدة عشرين عاماً.. الحفل الذي وصفه الأستاذ “التجاني” بـ(صبحيات) العباسية النهارية (الأعراس) التي كانت تجمع الحبان والأهل (يا حليلها)، كان الحفل، مميزاً ورائعاً بالحضور البهي من أهل الدار وثلة من الفنانين المتميزين الذين شاركوا بالغناء وقدموا فواصل أطربت الجميع، خاصة الأغاني الوطنية التي كانت طابع الاحتفال ما جعل الجميع يتجاوب طرباً وتعبيراً، وإن كان هناك غياب للزغرودة من الجنس الآخر (الصحفيات).. ولكن تبقى ما قامت به “أم وضاح” من تقديم للحفل بطريقة سلسلة وجذابة.. ويبقى مغزى مثل هذه الاحتفالات الذي يتمثل في جمع الأسرة الواحدة في جو من الفرح بعيداً عن رهق العمل وضغوطاته.. فالتحية لكل أسرة (المجهر) ولقائد مسيرتها عريس الحفل البشوش الذي ينطبق عليه قول الشاعر: (كن جميلاً ترى الوجود جميلاً)، ويبقى الحب والتقدير والعشرة التي جمعتني بـ”الهندي” لأكثر من عشرين عاماً نفترق ولا نلتقي سنين عدة ويتم اللقاء كأننا تفارقنا أمس الأول.
مع أمنياتي للجميع بالتوفيق والعمل على زرع الحب والمودة والحميمية في وجدان هذا الشعب الجميل.