عصام جعفر : أولادنا في المحرقة
< أسوأ الأخبار التي يمكن أن نسمعها من حين لآخر هي سقوط طالب في ساحة إحدى الجامعات. < موت طالب كما قال الشاعر القديم ( موت أمة). < موت طالب يعني أننا نفقد الحاضر والمستقبل < قبل يومين أصدرت إحدى الجهات الرسمية إحصائية بسقوط حوالي (23) طالباً خلال العام في ساحات الجامعات وقرعت بذلك ناقوس الخطر بعد أن تحولت ساحات الجامعات إلى حلبات للصراع والموت المجاني.. < مؤسف أن يدفع الطلاب أرواحهم رخيصة في صراع تؤججه بعض الجهات من على البعد وتكتفي بالفرجة على ساحات الجامعات وهي تشتعل إنتظاراً للحظة تاريخية تعيدهم إلى ضلالهم القديم ودائماً ما يفشلون في إلتقاط هذه اللحظة التاريخية؟! < نحن مع أن ينتمي الطالب لأي تنظيم يريده وأن يمارس نشاطه السياسي والإجتماعي والثقافي والعلمي والأكاديمي في أجواء صحيحة وآمنة ومستقرة. < الطالب يجب أن يمارس كل أنشطته بحرية ويعبر عن نفسه وفكره بصراحة مهما كان لونه وإنتمائه السياسي والفكري وعلى إدارات الجامعات والجهات الرسمية رعاية هذا النشاط وحمايته حتى يخرج الطالب من مجتمع الجامعة إلى المجتمع العريض مسلحاً بالعلم والفكر وقادراً على التعايش مع المجتمع وليس مسلحاً بالطوب والسيخ. < سقوط طالب في ساحة الجامعة هو حدث كبير وخطير يجب أن يتحمل مسؤوليته كل من تسبب في هذا الفعل المخيف الذي يهدد أمن المجتمع والأسر ويحول ساحات الجامعات من ساحة للعلم والتحصيل والحوار الهادي الهادف إلى ساحة للموت والقتل وتصفية للحسابات بين كيانات سياسية وفكرية عجزت أن تدير معركتها في الخارج فنقلتها إلى ساحات الجامعات. < أولادنا فلذات إكبادنا.. لا ترموا بهم إلى المحرقة ثمناً لمعارككم الخائبة وعجزكم البائن.