عبد العظيم صالح : سورية في السودان
٭ من رأى ليس كمن سمع، ومن حضر ليس كمن غاب، أمس كنت حضوراً في الاجتماع التأسيسي الذي دعت له لجنة الإعلام المنبثقة من اللجنة الشعبية السودانية لإغاثة الشعب السوري
* غرض الاجتماع إشراك وإطلاع رؤساء تحرير الصحف السودانية في عمل خيري وانساني يشبه هذه الأرض وشعبها، والذي لم يتوان يوماً عن نصره إخوانه وأشقائه العرب والأفارقة والانسانية من حوله في كل المحن والأزمات والكوارث التي تعصف بالانسانية هنا وهناك
٭ هذا الإحساس النبيل لمسته في الاجتماع وتيقنت من إخوة كرام يبسطون أمامنا بعض ما قاموا به تجاه الأشقاء السوريين في السودان
٭ المهم في الأمر أننا وقفنا على حقائق جديدة ومعطيات تشير إلى أهمية الإعلام ودوره في التبصير والتوضيح والتصحيح وبلورة الرأي العام، وحشده للإسهام ايجابا في مثل هذه المبادرات العظيمة والكريمة والتي سيحفظها التاريخ وتضاف إلى سجل المواقف الكريمة والشجاعة للسودانيين والذين يضحون بلا ملامح أو نكهة إن تخلوا عن مكارم الأخلاق، والتي منها المروءة ونجدة المحتاج وإكرام الضيف وحسن وفادته.
٭ هل هذه المقدمة عاطفية؟
٭ ربما ولكنها مهمه وضرورية إذا وضعنا في الحسبان امكانية توفر نظرات وآراء أخرى سلبية قد تقول مالنا نحن وألفينا مكفينا
٭ طرحت هذا التساؤل على أعضاء اللجنة، فقالوا المهم فعل الخير وعدم الالتفات للأصوات النشاذ
٭ تعرفنا على المجهودات التي تمت من حصر وتصنيف واتصالات مع الجهات الرسميه لتذلييل المعوقات والمشاكل التي تواجه السوريين في السكن والخدمات المتعلقة بالتعليم والصحة والبحث عن عمل في السودان
٭ وأخذ قرار معاملة السوريين في السودان كمواطنين حظاً كبيراً من النقاش، فالقرارفي حد ذاته يتفق والنظرة الحكومية والشعبية نحو السوريين، ويكشف عن روح متقدمة وشعور طيب بتقديم كل ممكن من مساعدة وعون فالمواطن السوري سيجد إعفاءً تاماً في الخدمات المقدمة كنظيره السوداني، ويضع حداً لأي نوع من أنواع الاستغلال والمتاجرة بالسوريين، لأنهم ببساطه تحت حماية الحكومة السودانية، وهذا ما يفسر حالة الارتياح التي يحسون بها في السودان مقارنة برصفائهم في الدول الأخرى، وهناك من يرى أن القرار (السوداني) فوت علي الطرفين (حكومة وسوريين) من فرصة الاستفاده من الدعم الدولي الذي يقدم في مثل هذه الحاله للاجئين، أدرنا نقاشاً حول العدد الحقيقي، لأن معرفته يساعد كثيراً في التعرف على الأوضاع بشكل جيد، ويبدو أن التضارب حول الإحصائية الحقيقية وراءه ظروف، لوجستية ومالية وفنية ورغبات لبعض القادمين في إخفاء المعلومات الشخصية اعتمادا على نظرية (المؤامرة العربية) . المعروفة.
٭ لقد شعرنا بالارتياح ونحن نرى ترتيبات اللجنة والتي هي في الأساس لجنة شعبية لا علاقة لها بالحكومة وانطلقت لتحقيق هدف انساني لعله يخفف شئياً من الآلام والمتاعب التي تعرض لها شعبنا العربي السوري، والذي لا يستحق ما يجري له من قتل وتشريد وتدمير لأرضه ومقدراته وتاريخه.
(وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ)