المطلوب رسالة واضحة.. ادعموا هذا (الوالي)
{ لا شك أن ما بذله والي شرق دارفور العميد “أنس عمر” من جهود كبيرة وملحوظة في مجال استتباب الأمن وفرض هيبة الدولة بالولاية، لا يعجب المتفلتين وأصحاب الغرض من قبائل المنطقة كافة.
{ هؤلاء لا يعجبهم أي (والٍ)، ولو جيء به من السماء، فهم يريدون الفوضى وانفراط الأمن ليفعلوا ما يريدون، ومن قبل رفضوا حكم ابن المنطقة الفارس “عبد الحميد موسى كاشا”، لم ترض عنه قبيلته كامل الرضا، ولم تقبله القبيلة الأخرى واتهمته بالانحياز، وهكذا سيستمر الحال مع “أنس” ومع غيره.
{ والحل أن يتم تجريد كل القبائل من السلاح، وأن تعود الدولة لممارسة مهامها والتصدي لمسؤولياتها في حفظ الأمن وحماية المواطنين ورد الحقوق لأهلها، فلا يخرج (فزع مسلح) لاستعادة ماشية مسروقة، فتتصدى له قوة مسلحة من طرف آخر ويحدث ما يحدث في كل مرة، وكل عدة أشهر.
{ الدولة هي المسؤولة عن استعادة المسروقات عبر قواتها النظامية المحددة والمعروفة، وهذا هو المفروض، أما إن كانت كل قبيلة تريد أن تنفذ القانون بأيدي أبنائها وتفرض سطوتها ونفوذها بالسلاح، فلن يتحقق الاستقرار المنشود من الجميع، ولن نكون في دولة محترمة لها قوانين ونظم وأجهزة ومؤسسات أمنية وشرطية وعدلية، بل سنكون في (غابة) يأكل فيها القوي الضعيف، ثم يترك بقايا الفريسة نهباً للطير من كل حدب!!
{ الرسالة الواضحة المنتظرة من قيادة الدولة لمواطني شرق دارفور أنها تدعم (الوالي) في عمله ومهمته بكل قوة لحسم أي تفلتات، دون تمييز لقبيلة على قبيلة.
{ والرسالة الثانية هي التي أطلقها لهم السيد رئيس الجمهورية عند زيارته لدارفور؛ يجب أن يُجمع السلاح من الجميع باستثناء القوات النظامية.
{ ما لم تحترم جميع مكونات الولاية- أية ولاية في السودان- أجهزة الدولة وعلى رأسها (الوالي) فلن تكون هناك تنمية ولا خدمات ولا مساعدات، بل لن تكون هناك ولاية أصلاً، ومن الأفضل في هذه الحالة إلغاؤها.
{ فكيف تطالبون بقيام (ولايات) جديدة وأنتم لا تحترمون (الولاة) وتحرقون بيوتهم وتقتلون حراسهم، بغض النظر عن من تكونون ومن أي بطن تنحدرون؟!
{ يجب أن تكون رسائل الدولة واضحة وقوية وسريعة، لا غبش فيها ولا لين، وإلا فإننا سنفقد المزيد من الأرواح والممتلكات في دارفور الكبرى، وسنفقد الأمن والأمان الذي تحقق خلال الآونة الأخيرة.